ولا يُعطِّلُ عملَ بيتِها الذي هو الأساس،
وإنَّما نُمانِعُ كلَّ المُمانعةِ ومعنا كلُّ مسلِمٍ غيورٍ من عملِ المرأةِ الذي
يُخرجُها عن كرامتِها ويُحمِّلُها فوقَ طاقتِها، وهو الذي ينادي به بعضُ الكُتَّاب
الذين يقولون: إن نصفَ المجتمعِ مُعطَّل، ويجحدون ما تقومُ به المرأةُ من أعمالٍ
جليلةٍ في بيتِها وخارج بيتِها في محيطِ النساءِ مُدرِّسة وطبيبة، وإذا كانت صلاةُ
المرأةِ في بيتِها خيرًا لها من صلاتِها في المسجدِ بنصِّ الحديثِ الصحيحِ حيثُ
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ
اللهِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلاَتٍ» ([1]) أي: غير مُتزيِّنات
ولا مُتبرِّجات. فإذا كانت عبادتُها للهِ في بيتِها خيرًا من عبادتِها في المسجدِ
فكيفَ لا يكونُ عملُها في بيتِها خيرًا من عملِها خارجَه، وما ذاك إلاَّ حفاظًا
عليها.
وقد قال اللهُ تعالى
لنساءِ نبيِّه اللاتي هن خيرُ نساءِ العالمين: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ
ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [الأحزاب: 33] فكيفَ لا تَنْهَ بقيَّةَ النساءِ عمَّا نَهَيتَ
عنه زوجاتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وهن القُدوةُ للمؤمنات.
ثم قال الكاتبُ لما ذَكَر النساءَ اللاتي كُنَّ يعملْنَ على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «ولعلَّ فيما ذكرْتُ ردًّا بليغًا على فضيلةِ الشيخِ صالحِ الفوزان الذي كتبَ في الوطن (2096) بعنوان: «المُنادُون بخروجِ المرأةِ خارجَ منزلِها يريدون تجريدَها من كرامتِها»، وهو يعلمُ قصدي أنني أريدُ العملَ الذي يتناسبُ مع كرامتِها لا مُطلَقَ العمل».
([1])أخرجه: أبو داود رقم (565)، والدارمي رقم (1315)، وأحمد رقم (9645).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد