ولكننا مُكلَّفون
بالدعوةِ إلى الإسلامِ في أيِّ موقِع، كما قالَ تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ
ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125] ولا
يَسَعُنا السكوتُ عن الدعوة، وهي من العملِ لصالحِ البشريةِ وهي وظيفةُ الرسلِ قال
تعالى للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ
أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ﴾ [يوسف: 108].
5- يقولُ في حقِّ
مُخالفِه - وهو قولٌ بعيدٌ عن أدبِ الحوارِ الذي يدَّعيه - يقولُ: «ما فائدةُ
الحوارِ الوَطني إذا كان بعضُنا ما زالَ واقفًا في الأماكنِ القديمةِ لم يُغادرْها
بعدَ نتيجةِ الوقوفِ والجمود؟».
ونقولُ: ما قصدُك
بالمواقفِ القديمةِ التي وصَفَت الواقفَ فيها بالجمود؟ أهي الوقوفُ مع دلالةِ
الكِتابِ والسُّنةِ والعملُ على منهجِ سلفِ الأُمةِ وعدمُ تغييرِ المُسَمَّياتِ
الشَّرعية، وإذا وصَفَت من وقفَ معها بالجمودِ فنحن نصِفُ من ترَكَها واستبدَلَها
بغيرِها بالميوعةِ والذَّوبان.
6- استغربَ الكاتبُ
بشدةٍ تذكيرَ الذين اقترحوا تغييرَ لفظِ الكافرِ بلفظ: «الآخر أو غير المسلم»
تذكيرهم بالتوبةِ من هذا الاقتراح؛ لأنَّه مخالِفٌ لكِتابِ اللهِ وسُنةِ رسولِه،
وهل التذكيرُ بالتوبةِ مما يُستغرَبُ واللهُ قد أمرَ نبيَّه فقال: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ
إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 199]، وقال: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وقال
تعالى: ﴿وَتُوبُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31] وإذا
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بحاجةٍ إلى التوبةِ والاستغفارِ،
فغيرُهم أحوجُ إلى ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد