وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ
يَعۡلَمُهُمۡۚ﴾ [الأنفال: 60]، وذلك بتكوينِ الجيوشِ والأسلحةِ المناسبةِ والقوةِ
الرَّادعة.
ثالثًا: اجتماعُ كلمةِ
المسلمين على عقيدةِ التوحيدِ، وتحكيمُ الشريعةِ، والالتزامُ بالإسلامِ في كلِّ
أمورِنا من معاملاتٍ وأخلاقٍ وتحكيمٍ لكتابِ اللهِ وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن
المنكَرِ ودعوةٍ إلى الله بعلمٍ وبصيرةٍ وإخلاص، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ
ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ
إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، ولا يمكنُ الاجتماعُ مع الاختلافِ في
العقيدة، والاختلافِ في المقاصِدِ والأهداف، حتى تكونَ العقيدةُ سليمةً، والأهدافُ
موحدةً لنُصرةِ الحَقِّ وإعلاءِ كلمةِ الله.
وليتَ الخُطباءَ
والوُعَّاظَ يركزون في خُطبِهم ومواعظِهم على هذه المعاني مع التنديدِ بالعدوِّ
والمُعتدِي وبيانِ مقاصِدِه الخبيثةِ، وأنه لا يَقصِدُ إضعافَ المسلمين ونزعَ
ثرواتِهم فقط وإنَّما يَقصِدُ بالدرجةِ الأولى إفسادَ عقيدتِهم وصرفَهم عن دينِهم
حتى يتَسنَّى له تقطيعُ أوصالِهم، هذا ما أحببْتُ التنبيهَ عليه حيالَ هذه
النوازلِ المُروِّعة.
واللهُ يقولُ الحقَّ
وهو يهدي السبيل.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
11/ 7/ 1427هـ
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد