ثانيًا: الشَّبابُ هم الذين
ابتعدوا عن العلماءِ لأسبابٍ متعددةٍ، أُجْمِلُها فيما يلي:
1- ظهور التَّيارات
الفِكْريَّة المُختلفة التي يَحْمِلها بعض المنظّرين لها والذين يدعونَ الشَّبابَ
إلى اعتناقِها؛ لأنَّها في نظرِهم هي الفَهْمُ الصَّحِيحُ للإسلامِ ودعوتِه.
2- تصنيف قِيادات
الشَّباب للعلماءِ تصنيفاتٌ مختلفةٌ تُزَهِّدُ الشَّبابَ في أولئك العلماء
والتلقِّي عنهم، فصاروا لا يحْضُرون عندَ العلماء في دُروسِهم ومحاضراتِهم،
وبعضُهم يقول: اسمعوا للعالم الفلانِيّ، واتركوا العالِمَ الفلاني بِناءً على
رَغَباتٍ نفسِيَّةٍ أو وَساوِسَ وَهْمِيَّةٍ.
3- التقليل مِن شأنِ
العلماء على ألسنةِ بعض المُتَزَعِّمِينَ للشَّبابِ ورَمْيُهم بأنَّهُم علماء
سُلطة، عُلماء مناصب، لا يفهمونَ الواقِعَ، يحملون أفكارًا قديمة لا تناسب الوقتَ
الحاضر ولا المسلم المعاصِر.
4- البعض الآخر
يرْمِي العلماء بالتشَدُّدِ والغُلُوِّ وقُصُور الفَهْم مِمَّا أدَّى ببعضهم إلى
التشاؤم والخروج عن المُجتمع كَكُلّ لا عن العُلماء فحسب واعتناق الأفكار الهدّامة
التي أصبحت الأمة تعاني منها، واستوحش أولئك البعض من الشباب؛ فانعزلوا عن
المجتمع، بل اعتزلوا صلاةَ الجمعة والجماعة في المساجد والالتقاء بالمسلمين؛
فاستغلَّهُم دعاةُ الضَّلال ولقَّنُوهم الأفكارَ المُنحرفة، وهذا كُلُّه نتيجةً
حتمية لسُوءِ الظَّنِّ بالعلماءِ والابتعاد عنهم كما حصَلَ للخوارجِ مِن قبلُ
لمَّا انفصلوا عن علماء الصَّحابة والتَّابِعين، وتمكَّنَ شياطينُ الجِنِّ والإنسِ
مِن إغوائِهم وشحْنِ رؤوسهم بالفِكْر الضَّالِّ المُنحرِف، ولم يكنِ اللَّومُ على
العلماءِ، بل صارَ اللَّومُ عليهم هم في انعزالِهم عن العلماء، وذاقوا عاقِبةَ
ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد