×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ [الزمر: 9]، وقال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الحديد: 10].

4- تصنيف المؤمنين إلى سُنيٍّ وبِدعيّ، وإلى مُؤمنٍ كاملِ الإيمانِ ومؤمنٍ ناقصِ الإيمانِ، وإلى مستقيمٍ وعاصٍ؛ لإنزالِ كلٍّ منزلتَه ومُعاملتِه بما يَليقُ به شَرعًا وإعطائِه حقوقَه اللائقةَ به أمْرٌ مشروعٌ، قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ» ([1]).

5- تصنيفُ الكفَّارِ بحسَبِ مِلَلِهم ومُعاملةُ كلٍّ منْهم بحسَبِ ما شَرَعه اللهُ في حقِّه أمْرٌ ضروريٌّ وواجِبٌ شرعيٌّ، فالكافِرُ الكِتابِيُّ له أحكامٌ والكافرُ الوثنيُّ أو الْمُلْحِدُ له أحكامٌ أخرى هذا في الدُّنيا، أمَّا في الآخرَةِ فجميعُهم في النَّار إذا مَاتوا على الكفْرِ، وقد يَتفاوَتون في العذابِ. وعلى كلٍّ فلا بدَّ منَ التمايُزِ بينَ المؤمنينَ والكفَّارِ وأهلِ السُّنَةِ وأهْلِ البدعَةِ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ [الأنفال: 72] إلى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ [الأنفال: 73].

قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: «ذَكَر تَعالى أصْنافَ المؤمنينَ وقسَّمَهم إلى مُهاجرينَ خَرَجوا من ديارِهم وأموالِهم، وجاءُوا لنُصْرةِ اللهِ ورسولِه وإقامةِ دِينهِ وبَذَلوا أنفُسَهم وأموالَهم في ذلك، وإلى أنصارٍ وهم المسلمونَ من أهْلِ المدينةِ إذ ذاك، آوَوْا إخوانَهم المهاجرينَ في منازِلِهم وواسَوْهم في أموالِهم ونَصَروا اللهُ ورسولَه بالقتالِ معَهم، فهؤلاءِ


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4842).