﴿بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72] أي: كل منهم أحقُّ بالآخرِ من كلِّ أحدٍ»... إلى أن قالَ
رحمه الله على قولِه تَعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ﴾ [الأنفال: 73] لما
ذكر تعالى: أنَّ المؤمنينَ بعضُهم أولياءُ بعضٍ قَطَعَ المُوالاةَ بينَهم وبينَ
الكفَّارِ. ومعنى قولِه تَعَالى: ﴿إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ﴾ [الأنفال: 73] أي:
إن لم تُجَانِبوا المشركينَ وتُوَالُوا المؤمنينَ وإلا وَقَعَتْ الفتنةُ في
النَّاسِ وهو الْتِبَاسُ الأمْرِ واخْتلاطُ المؤمنِ بالكافِرِ فيَقَعُ بين النَّاسِ
فسادٌ مُنتشرٌ عريضٌ طويلٌ». انتهى كلامه رحمه الله.
6- لا يجوزُ تصنيفُ
المؤمنينَ بالظَّنِّ؛ لأنَّ الأصْلَ في المؤمنِ الخَيرَ فلا تجوزُ إساءَةُ
الظَّنِّ به، قالَ اللهُ تَعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ
ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ﴾ [الحجرات: 12]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ
قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]. وقد
تبيَّنَ مما سبَقَ أنَّ تصنيفَ النَّاسِ ليسَ جائزًا مُطلقًا ولا مَمنوعًا
مُطلقًا، بلْ لا بدَّ منَ التفصيلِ حسَبَ الأدلَّةِ، وتصنيفُ الناسِ حسبَ
الأدلَّةِ لا يَعني تحريمَ التَّعامُلِ بينَهم فيما أباحَ اللهُ من البَيْعِ
والشِّراءِ وتبَادُلِ المَنافعِ والخِبْراتِ النَّافعة ِوالتَّمثيلِ
الدُّبلوماسيِّ بينَهم، ومُكافأةِ المُحسنينَ من جَميعِ الأطرافِ حسْبَما جاءتْ
بهِ الأدلَّةُ، ومَنْعِ التَّظالُمِ فيما بينَهم، قال تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8].
ويجبُ على المسلمينَ
نحوَ الأطرافِ الأخْرى المُخالفةُ لهم ودَعْوتُهم إلى اللهِ وأمرُهم بالمعروفِ
ونهيُهم عنِ المنكَرِ وجهادُهم لإخراجِهم منَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ ومنَ
الكفْرِ إلى الإيمانِ ولا يَتركُوهم في غيِّهِم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد