وضَلالِهم وهُم
يَقدِرونَ على بَذْلِ الأسبابِ لإنقاذِهم، قال تعَالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]،
أي: كنتُم خيرَ النَّاسِ للنَّاسِ.
وتبيَّن من هذا أن
مَقولةَ منْعِ تصنيفِ النَّاسِ فيها تفصيلٌ، وأنَّ التَّصنيفَ الجارِي على مُقتضَى
الشَّرْعِ جائزٌ، بل قد يكونُ واجِبًا لبَيانِ الحقِّ وردِّ الباطلِ وعدمِ
الالتباسِ، وإلا لماذا صُنِّفَتْ كتُبُ الفِرَقِ والمِلَلِ والنِّحَلِ، مثْلَ
كتابِ: «الفَرْقُ بينَ الفِرَقِ» للبَّغدادِيِّ، و«المِلَلُ والنِّحَلُ»
للشَّهْرَسْتَانِي، و«مَقالاتُ الإسْلاميِّينَ» للأشعري، و«الْفَصْلُ» لابنِ
حزْمٍ، هذا وبالله تعالى التوفيق.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبَه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
25/ 5/ 1427 هـ
*****
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد