على أنَّ السِّحرَ
يتنافَى معَ الإيمانِ وفي الحديثِ: «وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ» ([1]).
ثانيًا: أنَّ السَّاحِرَ
مُفسِدٌ في الأرضِ. قالَ تعالَى: ﴿مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [يونس: 81]، وقال
تعالى: ﴿وَلَا
يُفۡلِحُ ٱلسَّٰحِرُونَ﴾ [يونس: 77]، ﴿وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ﴾ [طه: 69]، وفي
الفَتْوى بجوازِ حلِّ السِّحرِ بسحْرٍ مثْلِه تمكينٌ للسَّحرةِ أن يُفسِدوا في
الأرضِ بحُجَّةِ العلاجِ بحلِّ السِّحرِ
ثالثًا: أنَّ الرَّسولَ صلى
الله عليه وسلم قالَ: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ» ([2])، وقدْ نَفَّذَ هذا
الحُكْمَ صحابَةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقدْ كتَبَ عمرُ رضي الله عنه
إِلَى عُمَّاله: «أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ»، قال
الرَّاوي: فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ ([3])، وقَتَلَتْ أمُّ
المؤمنينَ حفصةُ بنتُ عمرَ رضي الله عنها جاريةً لها سحرَتْها ([4]). وقَتَلَ جُندُبُ
بنُ كَعْبٍ رضي الله عنه ساحرًا يَلعبُ عندَ الخليفةِ يَتَظاهَرُ أنه يقتُلُ
الشَّخصَ، ثم يُحيِيهِ فَقَتلَه جُندُب. وقالَ: إن كانَ صادِقًا فَليُحْيِي
نفْسَه؛ ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رحمه الله: «صَحَّ قَتْلُ السَّاحِرِ عنْ
ثَلاثَةٍ منْ أصْحَابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم » يعني: هؤلاءِ.
رابعًا: وأمَّا استدْلالُ منْ أفْتَى بحلِّ السِّحرِ بسحْرٍ مثْلِه بأنَّ هذا منْ بابِ الضَّرورَةِ، فنُجيبُ عنه بأنَّه ليسَ هنا ضَرورةٌ للعلاجِ بالسِّحرِ؛ لأنَّ هناكَ ما يُباحُ من العلاجاتِ ما يُغْنِي عنه والحمدُ للهِ وهو العلاجُ بالرُّقيَةِ
([1])أخرجه: النسائي رقم (4079).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد