بِهِ، إلاَّ دَخَلَ
النَّارَ» ([1])، وَالإسلامُ الذي
جاءَ بهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم هو الإسلامُ الَّذي جاءتْ به جَميعُ
الرُّسلِ، وهو عبادةُ اللهِ في كلِّ وقتٍ بما شرعَه في ذلك الوقتِ وتَرْكُ عبادةِ
ما سواه، وقد عرَّفه العلماءُ بأنَّه الاستسلامُ للهِ بالتَّوحيدِ والانقيادُ له
بالطَّاعةِ والبَراءةُ منَ الشِّركِ وأهلِه، فمَنْ لمْ يستسلمْ لهُ فهُو مُلحِدٌ
مستكبرٌ، ومَن استَسْلَمَ له ولغيرِه فهو مُشرِكٌ، وكلٌّ من المُشرِكِ والمستكبرِ
في النَّارِ، ومَن لم يَتبرَّأُ منَ الشِّرْكِ وأهلِه لم يكنْ مسلمًا؛ لأنَّه لم
يكفُرْ بالطاغوتِ ويؤمِنُ باللهِ. وكما أنَّ الرُّسلَ صلى اللهُ عليهم وسلَّم
وأتْباعَهم يَدْعُونَ إلى الجنَّة فشياطينُ الجن والإنس يَدعونَ إلى النَّارِ كما
قال تَعَالى: ﴿ٱللَّهُ
وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ
وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ
ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 257]، فالطاغوتُ يتمثَّلُ في كلِّ من دَعَا إلى الضَّلالِ
وحارَبَ دعوةَ الإسلامِ وهمُ الدَّعاةُ الَّذينَ على أبوابِ جهنَّمَ منْ أَطاعَهم
قذفوه فيها كما أخبَرَ عنهم نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ولمَّا قيلَ له:
صِفْهم لنا؟ قال: «هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»
([2])، فالخطر منهم علينا
أشدُّ لأنَّهم مُلابِسونَ لنا ويَعيشونَ بينَنا والعالَمُ اليومَ كما لا يَخْفَى
يَتَخَبَّطُ في ظلماتٍ؛ لأنَّه أَعْرَضَ عن شَرعِ اللهِ الَّذي هو النُّورِ، ومن
خرَجَ منَ النُّورِ وقَعَ في الظلماتِ.
وأعداءُ الإسلامِ اليومَ يَتشَدَّقُون بالإصلاحِ والدِّيمقراطيَّةِ ويَصفون الإسلامَ بالإرهابِ، وأمَّا ما يعملونه من تضييعٍ وتشنيعٍ في الشُّعوبِ المُستضعفَةِ في فلسطينَ والعراقِ وغيرِهما فلا يُسمَّى إِرهابًا بلْ يُسمَّونه
([1])أخرجه: مسلم رقم (153).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد