َ العبادةَ ليس فيها
حريةٌ بمعنى أنَّ الإنسانَ يعبدُ ما يشاءُ من الأصنامِ والأحجارِ والأشجارِ
والقبور، ويؤدِّي العبادةَ كيفَ يشاءُ من البِدعِ والمُحدثَات، وإنَّما العبادةُ
حقُّ الله تعالى على عبادِه كما أنزلَه في كتبِه وما جاءتْ به رسلُه. كما في قولِه
تعالى: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]
وكما في حديثِ معاذ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «حَقُّ
اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ
الْعِبَادِ عَلَى اللهِ ألاَّ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([1]) أخرجاه في
الصحيحين. وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ([2])، ولهذا أمرَ اللهُ
بقتالِ المشركين. قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ
كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39]، وحذَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من البدعِ
والمُحدَثَات.
وجاء في آخرِ المذكور
قولُه: المقالِ «والظاهرةُ الملفتةُ هنا وفي مدنِ أوروبا انتفاءُ حالاتِ
المعاكسةِ المُزعجةِ بينَ الشبابِ العربي ممَّا يثبتُ أنَّ المبالغةَ في الزَّجرِ
تُولدُ تمَرُّدًا وتحَدِّيًا، إنَّ السلوكَ الطبيعي الإنساني يتصرفُ بحَضَاريةٍ
واحترام، وهذا هو التفسيرُ المقبول، وليتَ قومي يعلمون ويُدرِكون».
وفي هذا المقطَعِ من كلامِه تعريضٌ بجانبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكَرِ اللذين بهما قُوامُ الدِّينِ والأمنِ الخُلُقي وصيانة حقوق الإنسانِ وكرامته من عدوانِ المعتدين والنجاةِ من عذابِ الله، فالكاتِبُ يعتبرُ ذلك حبسًا للحرياتِ وسَببًا للتمرُّدِ والتَّحدِي لأوامرِ اللهِ ونواهيه، ونسِي أنَّ اللهَ سبحانه قد وضَعَ عقوبةً رادعةً عاجلةً وآجلةً لمَن تمَرَّدَ على أوامرِه ونواهيه
([1])أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد