إنّ هذه المناهج
تعلِّمُ الوسَطِيَّةَ والاعتِدالَ وتُحارِبُ الغُلُوَّ والتطرُّفَ؛ لأنّها
مبنِيَّةٌ على الكتابِ والسُّنَّةِ ومنهجِ السَّلَفِ الذي يُحارِبُ منهجَ الخوارجِ
والبُغاة والغلاة، ويحاربُ منهج المُنْحَلِّين أصحاب الأهواء والشَّهَوات الَّذِين
قال اللهُ فيهم: ﴿وَيُرِيدُ
ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 27]، ويحاربُ منهجَ أهلِ الأهواءِ والبِدَع والانحرافات الَّذِين
قال اللهُ فيهم: ﴿وَلَوِ
ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن
فِيهِنَّۚ﴾ [المؤمنون: 71]، علينا أن نَحْذَرَ هؤلاءِ وهؤلاء.
ثالثًا: علينا أن نَحْذَرَ
مِن كيْدِ أعدائِنا مِنَ الكُفَّارِ والمُنافِقين الَّذِين يُريدونَ صَرْفَنا عَنْ
دِينِنا، قالَ تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ
أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ١٤٩ بَلِ
ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ﴾ [آل عمران: 149-
150]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ
إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 100]، وقال تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120].
رابعًا: مِمَّا يُخْرِجُنا مِنَ الفِتَنِ لُزُومُ جَماعةِ المُسلمينَ والسَّمْعُ والطَّاعَةُ لِوُلاةِ أُمُورِ المُسلمين، كما جاء في صحيحِ البُخارِيّ لَمَّا ذكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظهورَ الفِتَن ووجُود دُعاة يدْعُونَ إلى جهَنَّمَ مَن أطاعَهُم قذَفُوهُ فِيها، ووَصَفَهُمْ بِأنَّهُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» ([1])، وفي الحديثِ الآخرِ: «مَنْ شَقَّ عَصَا الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَمَاتَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد