ممَّا يدُلُّ على
أنَّ المرأةَ لا تستطيعُ القيامُ بعملِ الرجلِ ولو كثُرَ عددُ النساء. والمرأةُ
أيضًا لا تستطيعُ المدافعةُ والمُخاصمةُ حينَما تتعرَّضُ لمواقفَ تحتاجُ فيها إلى
ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُفْلِحُ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ
امْرَأَةً» ([1]) وقال تعالى: ﴿أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي
ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ﴾ [الزخرف: 18]
وأيضًا تولِّي المرأةِ لعملِ الرجلِ يُحوِجُها إلى نَزعِ الحجاب. وإلى السَّفرِ
والتَّنقُلِ ولذلك صار المطالبون بتولِّيها هذا العملِ يطالبون بنزعِ الحجابِ
ومنحِها جوازَ سفرٍ وبطاقةً شخصيةً يحملان صورتَها ويطالبون أيضًا بقيادتِها
للسيارةِ لتتمكنَ من مزاولةِ أعمالِ الرجالِ ولو كان ذلك على حسابِ أنوثتِها
وعِفتِها وحشمتِها مُحتَجين بأنَّها إذا لم تُمكَّنْ من ذلك فسَتبقى مُعطَّلة. وما
علموا - أو تجاهلوا - أنَّ اللهَ جعَل لها عملاً داخلَ البيوتِ يليقُ بها ولا
يقومُ به غيرُها وأنَّها إذا أُبعِدَت عن هذا العملِ الجليلِ وأُسنِدَ إليها غيرُه
ستتعطَّلُ أعمالُ البيوتِ وتَضيعُ الأُسَرُ فيحتاجُ أصحابُ البيوتِ إلى استقدامِ
النساءِ الأجنبياتِ للقيامِ بهذا العملِ مع ما يُصاحِبه من سلبياتٍ ومَخَاطر يندَى
لها الجبين.
إنَّ تركَ المرأةِ
لعملِها اللائقِ بها وتولِّيها لعملِ الرجلِ، هذا التعطيلُ الحقيقيُّ لدورِها في
المجتمعِ وقد أدركَ الشاعرُ حافظُ إبراهيم هذه الحقيقةَ المرة حين قال:
والأمُّ مدرسةٌ إذا
أعدَدْتها *** أعدَدْتَ شَعبًا طيِّبَ الأعْرَاق
أنا لا أقولُ دَعُوا
النساءَ سَوَافرا *** مثل الرجال يجُلْنَ في الأسواق
في دُورِهن شؤونهن كثيرة *** كشئونِ ربِّ البيتِ والمزراق
([1])أخرجه: البخاري رقم (4425).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد