نقولُ لهم: بل إنَّها إذا عمِلَتْ
خارجَ البيتِ تَعطَّلَ عملُها الحقيقي داخلَ البيت، وحينئَذٍ تكونُ مُعطَّلةً عن
العملِ حقيقةً ويخسَرُ المجتمعُ هذا العملَ الذي لا يقومُ به غيرُها.
ولئن قالوا: نأتي بدلَها
بخديمات يقُمْن بعملِ البيت.
فإنَّنا نقولُ لهم:
أولاً: إنَّ المُستخدَمةَ
لا تؤدِّي العملَ بالشعورِ الذي تُؤدِّيه به صاحبةُ البيتِ فلا يكونُ العملُ
متكاملاً.
ثانيًا: قد لا تكونُ
المرأةُ المُستخدَمةُ أمينةً على البيتِ وما فيه مثل أمانةِ صاحبةِ البيت. وقد قال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا
وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» ([1])، وقد سلبَتْ هذه
الرعاية وولَّيَتْ من لا يقومُ بها.
ثالثًا: المُستخدَمةُ لا
يكونُ فيها حنانُ الأمِّ في تربيةِ الأولاد؛ لأنه ليس فيها حنانُ الأمومة، بل قد
تنحرِفُ بالأولادِ دينيًا وأخلاقيًا.
رابعًا: اللهُ سبحانه قد جعلَ الزوجةَ سَكَنًا للزوجِ كما قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا﴾ [الروم: 21]، فإذا جاء الزوجُ إلى البيتِ مُتعبًا من العملِ أو مهمومًا لم يجِدْ في البيتِ من يسْكُن إليه؛ لأنَّ زوجتَه بعيدةٌ عن البيتِ بمراحل، ولو جاءتِ الزوجةُ إلى البيتِ فإنَّها تكونُ مُتعبَةً لا تلْوِي على شيء، فالذين يُنادون أن تعملَ المرأةُ في غيرِ مجالِها لا أَظُنُّها تَخفَى عليهم هذه الأضرارُ ولا يريدون عملَ المرأةِ خارجَ البيتِ لذاتِه وإنَّما يريدون تَجرِيدَها من كرامتِها وتَحميلَها ما لا تطيقُ وتخسيرَ المجتمعِ عملَها الصحيح، ونحن نُخاطبُ
([1])أخرجه: البخاري رقم (893)، ومسلم رقم (1829).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد