المُخَيَّماتِ، وإنَّما يأتونَ المساجدَ، فيبقَى
طبقاتٌ مِنَ النَّاسِ يعيشونَ في الجهلِ والجفاء مَحرومين مِنَ العِلم.
رابعًا: لتقِلَّ التكاليفُ
الماليَّةُ التي تُنْفَقُ على المُخَيَّماتِ، ويُسْتَفادَ مِن تلك التكاليفِ في
مجالاتٍ أُخرى مِن مجالات الخيرِ، وما أكْثَرَها، وأحْوَجَ الناسَ إليها!
خامسًا: إنَّ التوجيهَ في
المساجدِ يكون أكثَرَ تأثيرًا وأحسنَ قَبُولاً من التوجيهِ خارِجَها؛ لأنَّ
المساجدَ مهابط الرَّحمةِ والسَّكينة ومُلْتَقَى الملائكة وبيوتِ العبادةِ
ومُلْتَقَى المسلمين، ولا يَرْتادُها إلاَّ أهلُ الخيرِ كما قال النبيُّ صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا
لَهُ بِالإِْيمَانِ» ([1])، وهذا كما قال الله
تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ [التوبة: 18].
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
*****
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (802)، والترمذي رقم (2617)، وأحمد رقم (11651).
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد