والملاحَظُ أنَّ
هؤلاءِ لا يَنشَطونَ برَفْعِ أصْوَاتِهم بتَغييرِ المَناهِجِ إلاَّ حينَما
تَظْهَرُ تقاريرُ الكفَّارِ حولَ مَنَاهِجِنا وأنَّها لا تُرضِيهم ممَّا يَدُلُّ
على أنَّ هؤلاءِ الكتّابَ يَنعَقُونَ بمَا يقولُه أعداؤُنا فَهُم عَوْنٌ لهم
عَلينا، هذا والكفَّارُ في مناهِجِهم الدِّراسيَّةِ يُدَرِّسونَ سَبَّ الإسْلامِ
والسُّخْريَّةِ من المسلمينَ ومن نبيِّهم كَذِبًا وزُورًا ولم يُنَقُّوها منْ هذا
الإِفْكِ الَّذي افْتَرَوْهُ علينا وعلى دِينِنَا الذي هو الدِّينُ المفروضُ على
جميعِ أهلِ الأرضِ، قالَ تعَالى لنَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ
إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [سبأ: 28]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158].
إنَّنا لا نَطمعُ
بتراجُعِ هؤلاءِ الكفَّارِ عن مَوْقِفِهم تِجَاهَنا وتِجاهَ دِينِنا ونَبيِّنا،
ولكنَّنا نطْمَعُ من هؤلاءِ الكتَّابِ من أبْنائِنا أن يَرجِعوا عنِ اندِفَاعِهم
وراءَ السَّرابِ وانضِمَامِهم للعدوِّ الكذَّابِ وأن يَعرِفوا عَدُوِّهم من
صَدِيقِهم، ويكونُوا معَ دَوْلَتِهم وجماعَتِهم على الحقِّ، فإِنَّ يَدَ اللهِ
علَى الجَمَاعَةِ، ومَن شَذَّ شَذَّ في النَّارِ، وأنْ يكونوا مُدافعينَ عنْ
دِينِهم لاَ دَافِعينَ لَه.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
بقلم
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد