لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]،
ومَنهجُ هؤلاء الَّذِين أوصانا اللهُ باتِّباعِه يحتاجُ مِنَّا إلى معرفتِه
وتعلُّمِه ومعرفةِ ما يُخالِفُه ويُضادُّهُ حتَّى نَجْتَنِبَهُ؛ إذْ لا يمكن لنا
اتِّباع منهج السَّلَف إلاَّ بمعرفته؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ أي: باعتدالٍ مِن غير غُلُوٍّ ومِن غيرِ تساهُل ولا تفريط، ولا يُمكن ذلك
إلاَّ بتعَلُّمِ هذا المنهجِ وتعلُّم ما يُخالِفُه ويُضادُّهُ؛ ولذلك ألَّفَ
الأئمةُ كُتُبَ العقائد التي فيها بيانُ منهجِ السَّلَف وبيانُ مَنهج المُخالِفين
لهم من شِيعة، وقدرِيَّة، وخوارِجَ، وجهمِيَّةٍ، ومُعتزِلة، ومُشتقَّاتهم من
الفِرَق الضَّالَّةِ التي أخبرَ عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «وَسَتَفْتَرِقُ
هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّارِ
إلاَّ وَاحِدَةً» قِيل: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ
عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»([1]).
واليومَ شبابُنَا
تتخَطَّفُهُم مناهجُ مختلفةٌ؛ فيَحتاجُونَ إلى تدْرِيسِهم عقيدةَ السَّلَفِ
الصَّالِح بعِناية تَامَّة، وتَحْذيرِهم مِن الانقِساماتِ تبعًا للمناهجِ الوافدةِ
عَملاً بقولِهِ تعالى: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]،
وَكِثيرٌ مِمَّن ينتَمُون إلى منهجِ السَّلَفِ يجْهَلُونَهُ؛ ولذلكَ اختلَفُوا
بيْنَهُم، كُلٌّ يَزْعُمُ أنَّ الصَّوابَ مَعَهُ؛ فحصَلَ بينَهم صِراعاتٌ
مَرِيرةٌ، بل وَصلَ الأمْرُ بِبَعضِهم إلى التَّكْفِير لغيرِهم أو التَّفْسِيق
والتَّبدِيع نتيجةً للجهلِ بمنهجِ السَّلَفِ الذي لم يتَّبِعُوه بإحسانٍ.
بينَما فِرَقٌ أُخْرَى مِنَ الحِزْبِيِّينَ تُزَهِّدُ بمنهجِ السَّلَفِ، وتَتْبَعُ رموزًا من الحَرَكِيِّين ومُنَظِّرينَ أبْعَدُوهُمْ عن منهجِ السَّلَفِ، فاعتَنقُوا أفكارًا غريبةً عن
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد