×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

منهجِ السَّلَفِ، وكِلاَ الفَريقَيْنِ مِن هؤلاءِ وهؤلاءِ على طرفَيْ نَقِيضٍ، وفي صِراعٍ مريرٍ أفْرَحُوا به أعداءَ الإسلامِ، ولا يُنْجِي مِن هذا الصراعِ والاختلافِ بينَ صُفوف شبابِ الأُمَّةِ إلاَّ الرُّجُوعُ الصَّادِقُ إلى الكتابِ والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ الأُمَّةِ وأَئِمَّتُها، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59]، والرَّدُّ إلى اللهِ هو الرَّدُّ إلى كتابِه، والرَّدُ إلى الرَّسولِ هو الرَّدُّ إلى سُنَّتِهِ، وهذا لا يحصُلُ، ولا يتحَقَّقُ إلاَّ بتعلُّمِ العقيدةِ الصَّحِيحة المأخوذةِ مِنَ الكِتاب والسُّنَّةِ وما كان عليه سلَفُ الأُمَّة وأئِمَّتُها، وهذا - ولله الحمد - مُضَمَّنٌ في مناهج الدِّراسةِ وكُتُب العقيدة المُقرَّرة في مدارسِنا ومعاهدِنا وكُلِّيَّاتنا ومساجِدنا، فيا أيُّها المُدَرِّسُون الكِرَام، ونحنُ في بدايةِ العام الدِّراسِيّ، اللهَ الله، عليْكُم الجِدَّ والاجتهادَ في توضيحِ هذه العقيدة الصَّحيحةِ السَّلِيمة لأبنائِكُم الطُّلاَّب؛ حتى تكونَ لهم حِصنًا منيعًا - بإذن الله - يَقِيهم مِن الانحرافِ الفِكْرِيّ، وربُّوهم على التآخِي في الحقِّ وعِفَّةِ القول فيما بينهم بدلاً من التَّراشُقِ فيما بينهم بالاتِّهامات الجارِحَةِ والوقيعةِ في أعراض العلماء والدُّعاة، قال تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [الأنفال: 1].

وحينما أقولُ: إِنَّ الشبابَ على طرفَي نقيضٍ حول منهج السَّلَفِ؛ فلستُ أعني كُلَّ الشَّباب؛ لأنَّ هناك كثيرًا من الشَّباب - ولله الحمد - على منهجٍ سليم ومنهج وسطٍ معتدل هو منهجُ السَّلف الصَّالِح، وهم قدوةٌ صالحةٌ لشبابِ الأُمَّةِ، نرجو اللهَ أن يُثبِّتَهُم، ويرْزُقَهم الفِقْهَ في دِينِه، لكنَّنا نخافُ عليهم التأثُّرَ بالتَّيارات المُضللة التي اجتاحت فئاتٍ


الشرح