من شبابِنا، والحيُّ
لا تُؤمَنُ عليه الفِتنة، كما قال بعضُ السَّلف: «مَن كَانَ مُسْتَنًّا؛
فَلْيَسْتُنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ؛ فَإِنَّ الْحَيَّ لاً تُؤَمَّنُ عَلَيهِ
الْفِتْنَةُ»([1]).
فيا شبابَ الأمَّةِ، خُذُوا عن العلماء الرَّبَّانِيِّين الذين يدعونَ إلى كتاب اللهِ وسُنَّةِ رسولِه، ويُعلِّمُونَكم العُلومَ النَّافِعَةَ في المدارسِ والمساجدِ، وإيَّاكُمْ والأخْذَ عن أهلِ الضَّلال والجُهَّال وأصحاب الأهواء، وخُذُوا عَمَّن تَثِقونَ بعملِه ودينِه وعقيدَتِه كما قال بعضُ السَّلفِ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ» ([2])، فأقْبِلُوا على طلبِ العِلم الصَّحِيح، واحْذَرُوا مِنَ التَّفَرُّقِ والتنابُز بالألقاب، قال الله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105]، وذلك بسببِ تفرُّقُهِم واختلافِهم، وخُذُوا بوَصِيَّةِ نبيِّكُم صلى الله عليه وسلم حيثُ قال: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» ([3])، وخافُوا مِمَّا خافَ منه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([4])، إنَّهُ ليس لنا إمامٌ وقُدْوَةٌ سِوَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105]، قال شيخُ الإسلام: مَنْ قالَ: هناك شخصٌ يجِبُ اتِّباعه غيْرُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
([1])أخرجه: البغوي في شرح السنة (1/214).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد