وقال النبيُّ صلى
الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ
فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً» قَالوا: مَنْ هِيَ يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ
وَأَصْحَابِي» ([1])، وقال: «عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي»([2]).
إذًا فالسلفيَّةُ هي
المنهج الحقُّ الذي يجبُ علينا أن نسِيرَ عليه، ونتْرُكَ ما خالفَهُ مِن المناهج،
وأصحابُه هم الفِرْقَةُ النَّاجِية أهل السُّنَّةِ والجماعة، وهم الطائفةُ
المَنْصُورة إلى يوم القيامةِ، جعلنا الله منهم! ولكِنَّ الانتسابَ إلى هذا المنهجِ
يحتاجُ إلى معرفةٍ بأصولِهِ؛ ليلتزِمَهُ المسلمُ، وتَجِبُ معرفتُه بالمناهج
المخالفةِ له حتى يجتَنِبَها.
فالتمَسُّكُ بنهْجِ السَّلَفِ يكونُ على عِلْمٍ وبصيرةٍ، ولا يكفي مُجَرَّدُ الانتسابِ إليهِ مع الجهلِ به أو مُخالفتِه، ولهذا قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100] أي إحسانٍ بِمَعرفتِهِ وإحسانٍ في الاتباعِ مِن غَيْرِ غُلُوٍّ ولا جفاءٍ، ومن غيرِ إفراطٍ ولا تفريطٍ، كالذين ينتسبونَ إلى مذاهبِ الأئمة الأربعةِ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ، وهم يَسِيرون على غيرِ منهجِهم في العقيدة والعبادة، وكذا الذي ينتمي إلى منهجِ السَّلَفَ، وهو يُكفّرُ المُسلمِينَ أو يخرجُ على وُلاة أمور المسلمين أو ينْحُو أيَّ ناحيةٍ من الغلُوِّ ليس سلفِيًّا بل يُسَمَّى خارِجيًّا أو مُعتَزِلِيًّا، وكذا الذي ينتسبُ إلى مذهبِ السَّلَفِ، وهو يقولُ بقولِ المُرجِئَةِ في مسألةِ الإيمانِ والكُفْرِ، هذه ليست السلفيّة.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد