على الأُمَّةِ، وما
حادثُ الحرمِ وحوادثُ التَّفجيراتِ وترويعُ الآمنين في عصرنا الحاضر إلاَّ
امتدادًا لهذهِ المدرسةِ المَشْئُومَة، كما أنه لا يزالُ يتخرَّج في هذه المدرسة
مَن يكفِّرُون أو يبدِّعونَ المُسلمين، ويتخرَّج فيها مَن يُفْتون بغيرِ عِلمٍ؛
فَيُحِلُّون ما حرَّمَ اللهُ أو يُحرِّمُونَ ما أحلَّ اللهُ، وما زالتِ الأمَّةُ
الإسلاميَّةُ تُعاني مِن أضرارِ هؤلاء الّذين يَحْتَقِرُونَ العُلماءَ، ويَصِفُونَهُم
بِعَدَمِ معْرِفةِ فِقْهِ الواقع، وأنَّهُم علماءُ سُلطةٍ، وأنَّهُم مُداهِنون
وأصحابُ كراسِيٍّ وغير ذلك، ويُنَفِّرون مِن تَلقِّي العِلم عنْهُم، والواجبُ على
شبابِ الأُمَّة الحَذَر مِن هؤلاءِ المُتعالِمين، والحرص على تلقِّي العِلم عن
العلماءِ والرُّجُوع إليهم في حلِّ مُشْكِلاتِهم، فإنَّ العلماءَ ورَثَةُ
الأنبياءِ، وقد ميّزَهُم اللهُ عن غيرِهم بالعلمِ، فقال تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي
ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ
أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9]، كما أنه يجبُ ألاَّ يُمكّن مِن التدريسِ
والإفتاء إلاَّ مَن عُرِفَ بالعلمِ، وعُرِفَ أينَ تلقَّى العِلْمَ.
وَفَّقَ اللهُ الجميعَ للعِلم النَّافِع والعملِ الصالح.
وصلَّى الله وسلَّم على نبِيِّنَا محمد وآله وصحبه.
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد