فهل تَرَى هذه المرأةُ
- هدَاها اللهُ - أنَّ الإقرارَ بتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ يكفي، وأن الرَّسولَ صلى
الله عليه وسلم لمْ يُقاتِلْ المنكرينَ لتوحيدِ الألوهيَّة؟ فهذا إنكارٌ للوَاقعِ
ولمَا جاءَ في القرآن الكريم، لكنْ لعلَّها لمْ تتأمَّلْ قبل أنْ تتكلَّمَ أو غابَ
عنها ذلك، ولو لمْ يكنْ كلامُها هذا في وسيلةٍ إعلاميَّةٍ، يَسْمَعُها القاصِي
والدَّانِي لمَا رددتُّ عليها، ولمَا بيَّنتُ ما في كَلاَمِها، والرسولُ صلى الله
عليه وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([1]). ولم يقل: «أقاتِلُ
مَنْ قَاتَلَنِي».
وأمَّا قولُها: إنَّ الرَّسولَ صلى
الله عليه وسلم لمْ يستحلَّ أموالَهم.
فنقولُ: نعم إنَّ الرسولَ
صلى الله عليه وسلم لمْ يستحلَّ أموالَهم إلاَّ بالجهادِ في سبيلِ اللهِ عن طريقِ
المَغْنَمِ، فقدْ قال اللهُ تَعَالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ﴾ [الأنفال: 41]. وقال تعالى: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا
غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا﴾ [الأنفال: 69] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَأُحِلَّتْ لِيَ
الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تُحَلَّ لأَِحَدٍ قَبْلِي» ([2])؛ لأنَّ ذلك ممَّا
يُضْعِفُ الكفَّارَ ويُقَوِّي المسلمينَ، وأمَّا ردَّه صلى الله عليه وسلم
للأماناتِ فهو عَملٌ بقولِ الله تَعَالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ
أَهۡلِهَا﴾ [النساء: 58] والأماناتُ ليسَتْ مَغَانِمَ ففرْقٌ بين هذا وهذا.
وأما قولُها: هلْ يَصلُحُ ذلك
أنْ يُدَرَّسَ للأطفالِ؟
نقول: نعمْ إنْ لم نُدَرِّسْ أطفالَنا العقيدةَ المأخوذةَ منَ الكتابِ والسُّنَّةِ، فماذا نُدَرِّسُهم هل نُدَرِّسُهم سِيرَةَ عنتَرَةَ وقصَّةَ ألفِ ليلةَ وليلةَ؟! واللهُ تعَالى يقولُ: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد