عن شَيْءٍ منْه
فإنَّ هذا لا يجوزُ؛ لأنَّه من المُداهَنَةِ المُحرَّمَةِ في دِينِ اللهِ عز وجل.
قال تعالى: ﴿أَفَبِهَٰذَا
ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ﴾ [الواقعة: 81] وقال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ﴾ [القلم: 9] أي:
تتَنَازلُ لهم عن شيءٍ من دِينِك.
خامسًا: إنَّ دراسَةَ
أحكامِ الجهادِ ضِمْنَ المناهجِ الدِّراسيَّةِ لا تَعْنِي إلغاءَ المُعاهداتِ
الصَّحيحةِ معَ الكفَّارِ، ولا تَعْني إعلانَ الحَرْبِ عليهم؛ لأنَّ هذا
يَتَعارَضُ معَ المعاهدةِ.
وأمَّا دِراسَةُ
أحكامِ الجهادِ والحَرْبِ والسِّلْمِ فهي لا بدَّ منها لئلاَّ يُفْهمَ الجهادُ في
الإسْلامِ على غيرِ مَفهومِه الصَّحيحِ كما حَصَلَ من جماعاتِ التَّكفيرِ والتَّفْجيرِ
نَتيجَةً لعَدَمِ دِراستِهم لأحكامِ الجهادِ؛ أو نتيجةً لتغيُّرِ أفكارِهم بعدَ
دِراسَتِها وانحرافِ سُلوكِهم عمَّا دَرَسوهُ إن كانوا قد دَرَسُوها فإنَّ الحيَّ
لا تُؤْمَنُ عليه الفِتْنَةُ، وكم من عالمٍ قد ضلَّ بعدَ هُدًى، والقُلوبُ بينَ
أصابعِ الرحمنِ يُقَلِّبُها حيثُ يشاءُ، كما جاءَ في الحديثِ الصَّحيحِ وهؤلاءِ
ليسوا حُجَّةً على المسلمينَ.
وأخيرًا أرجو منَ
الأخِ محمَّدٍ وهو منْ بيتِ عِلمٍ ودعوةٍ ويُؤَمَّلُ فيه الخَيْرُ أن يُعيدَ
النَّظرَ فيما كَتَبَ وأن يَتَثَبَّتَ فيما يكتُبُ. وفَّقَنا اللهُ وإياهُ لمعرفةِ
الحقِّ والعمل به.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبَه
صالحُ بنُ فوزانَ الفوزان
عضوُ هيئةِ كبارِ العلماء
7/5/1427هـ
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد