أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ﴾ [العنكبوت: 46] ؛
لأنَّ اللينَ معهم في تلك الحالةِ يكونُ من وضعِ الشيءِ في غيرِ موضعِه على حدِّ
قولِ المتنبي:
إذا أنت أكرمتَ
الكريمَ ملكتَه *** وإنْ أكرمتَ اللئيمَ تمَرَّدا
ووضعُ الندى في
موضعِ السيفِ بالعلى *** مُضر كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى
وكثيرًا ما نسمعُ
ونرى ونقرأُ من مُتكلِّمِينا وخطبائِنا الحثَّ على التسامحِ مع الأعداءِ، وأنْ
دينَنا دينُ التسامحِ والمَحبة، وهذا الكلامُ لا يَصلُحُ على إطلاقِه لما
يَترتَّبُ عليه من استغلالٍ َسيءٍ وإيهامٍ للسامعِ والقارئ، فالواجِبُ التنبهُ
لهذا الأمرِ ووضعِ الأمورِ في مواضِعها، وكم ردَّدْنا مثل هذه العباراتِ ولم
تُحوِّل الكفارَ عن طبيعتِهم نحوَنا ونحوَ دينِنا، وما حادثُ تمزيقِ المصاحفِ
وإلقائِها في المراحيضِ وسَبُّ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم عنَّا ببعيد ﴿وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ
أَكۡبَرُۚ﴾ [آل عمران: 118]، وأفعالهم مع المسلمين أبلغ من أقوالهم
كما وقع في أفغانستان والعراق والبوسنة والهرسك، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿وَلَا يَزَالُونَ
يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217]،
ويقول: ﴿إِن
يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ
أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2].
هذا ونسألُ اللهَ أن ينصُرَ دينَه ويُعلِي كلمتَه ويَخذُلَ أعداءَه.
وصلًّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد