ولما تكلَّم الشيخُ سعدُ
البريك مستنكِرًا هذه الصيحاتِ الغريبةِ على دينِنا وبلادِنا سَلَقُوه بألسنةٍ
حِدَاد، ونحنُ نقول: إن لم تكُفُّوا عن صنيعِكم فهناك غيرُ سعد سَيَنْبري لكم
دِفاعًا عن دينِنا وحرماتِه، والبادي أظلم. قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشورى: 39] وقال
تعالى: ﴿لَّا
يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ﴾ [النساء: 148]،
فالمظلومُ له حَقُّ الدفاعِ عن نفسِه بالمثل، وتعلمون اليومَ الهجماتِ على
المسلمين فلا تزيدوا الطينَ بِلَّة، ولا نُحِبُّ أنْ يكونَ بين المسلمين مثلَ هذه
المُزَايَدات ولكن:
إذا لم يكن إلاَّ
الأسنة مركبًا *** فما حيلةُ المُضطر إلاَّ ركوبُها
وإني أنصحُكم أيُّها
الكُتَّاب أن تُسَخِّروا أقلامَكم للدفاعِ عن دينِكم وبلادِكم بدلاً من أنْ
تُسخِّرُوها ضِد إخوانِكم، وتذكَّروا قولَ الشاعر:
وكلُّ كاتبٍ فسوف
يفنَى *** ويبقَى الدهرُ ما كتبَتْ يداه
فلا تكتُبْ يمينُك
غيرَ شيء *** يسُرُّك في القيامةِ أن تَرَاه
فلطَالمَا ملأتُم
الصُّحفَ وأشغلْتُم القُراءَ بما سَتُحاسبون عنه يومَ القيامة، ولطَالَما
هاجَمْتُم الخطباءَ والوُعَّاظَ والمُذكِّرين والدُّعاة واستغفلتموهم، وإنِّي
أخشَى أن تُشَابِهوا الذين قالوا: «ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا وأكذب
ألسنًا وأجبن عند اللقاء»، وتعلمون ما أنزلَ اللهُ فيهم.
إنَّها نصيحةٌ من أخٍ مُشفِقٍ عليكم أن تُرَاجِعوا حسابَكم لتروا من هو المُخْطِئ، فالرجوعُ إلى الحقِّ خيرٌ من التَّمادِي في البَاطل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد