×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

شَرَفُ المدينةِ ليسَ بالمساجدِ السَّبْعَةِ

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّنَا محمد وعلى آله وصَحْبِهِ، وبعدُ:

فقدِ اطَّلَعْتُ على تعقيبِ الكاتِبَيْنِ: محمد الدبيسي وعدنان أحمد كيفي في جريدةِ المدينةِ الصادر في يوم الجمعة الموافق: 25/7/1425هـ على مَقالَتِي حولَ المساجدِ السَّبعةِ في المدينةِ النَّبويَّةِ، وما يجري فيها من التَّبَرُّكِ ووسائلِ الشِّرْكِ، وعدم الفائدةِ مِن بقائِها؛ لأنَّها ليس يجاورُها سُكّانٌ يُصَلّون فيها الصَّلواتِ الخَمْس، وإنما يُصَلِّي فيها مَنْ يقْصِدُها مِن الزُّوَّار تَبرُّكًا بها، ولأَِنَّ وَضْعَها غيرُ طبِيعِيٍّ لتقارُبِها جِدًّا وصعوبةِ الوصُول إليها؛ لِتَعلُّقِها بالجبلِ، ولأنَّ المساجدَ إِنّما تُبنَى وتبْقَى؛ لإقامةِ الصّلَواتِ الخمْسِ والجُمُعةِ والجَماعة، وتكونُ في الحارات المَسْكُونة.

وقد جاءَ عُنوانُ مقالةِ محمد الدبيسي بهذا النصّ: «بإزالَةِ هذهِ المساجدِ تَفْقِدُ المدينةُ المُنَوَّرَةُ مَعْلَمًا مِن مَعالمِ تاريخِها الخالِدِ ومنارةً مِن مَناراتِ سِيرتها العَطِرَةِ»، وهو عُنوانٌ يُعْطِي مُحتوى مَقالتِه مِمَّا يُعْتَبَرُ بُرْهانًا صادِقًا على ما يتَوَهَّمُهُ هُو وأمثالُهُ مِن فضيلةٍ لهذه المساجدِ.

والمَدينةُ النَّبويّةُ لم تُشرَّفْ بِوُجود هذه المساجدِ السَّبْعَةِ المُبْتَدَعَةِ، وإنَّما شُرِّفَتْ بأنَّها دارُ الهِجرةِ النَّبوِيَّة ومَأْرِزُ الإيمانِ، وبكَوْنِها تَحْوِي مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحدَ المساجدِ الثَّلاثَةِ التي تُشَدُّ إليها الرِّحالُ لِلعبادةِ فِيها، وتُعادِلُ الصَّلاةُ الواحِدَةُ في مَسْجِدها ألفَ صلاةٍ فيما سِواهُ مِن المساجدِ إلاَّ المَسْجِدَ الحَرامَ، وفي هذهِ المدينةِ المُبَارَكةِ مَسجدُ قُبَاء الَّذي كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَزُورُه ويُصلِّي فيه، وأخبرَ أنَّ زِيارَتَهُ والصَّلاةَ فيه يَعْدِلُ عُمْرَةً، وبأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حرَّمَ المدينةَ كما حرَّمَ إبراهيمُ مَكَّةَ، وحرَّمَها ما بينَ عَيْر إلى ثَوْر.

وقد أغْنَى اللهُ المدينةَ النَّبِويَّةَ بهذه الفضائلِ عن المساجدِ السَّبعةِ المُبْتَدَعَةِ، والتي تُعمَلُ فيها البِدَعُ ووسائِلُ الشِّرْكِ.

أما عُنوان مقالة عدنان كيفي فهو قولُه: المطلوبُ إزالةُ جهلِ الناسِ لا إزالة المساجدِ.


الشرح