المساجدُ إِنَّمَا
تُبْنَى وتَبْقَى لإقامةِ الجُمعةِ والجماعة فيها
الحمدُ لله.
والصلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله نبيِّنا محمد وآلهِ وصَحْبِهِ ومَنْ وَالاهُ،
وبعْدُ:
فقد قرأتُ في جريدةِ
عكاظ العدد: (13876) الاثنين 7 رجب 1425هـ مقالاً للدُّكتور الفاضل عائض
الرَّدَّادِي حول المساجدِ السَّبْعة في المدينةِ النبوِيَّة يَحُثُّ فيه على
بقائِها والعنايةِ بها باعتبارِ أنها مَساجِدُ أثرِيَّةٌ حَيثُ قال: «هذِه
المساجِدُ التي تُعَدُّ مِن أهَمِّ الآثارِ في بلادِنا، ويجبُ الحفاظُ عليها،
أمَّا إن وُجِدَ جهلةٌ مِن الزُّوَّار يتبرَّكونَ بِها؛ فالإزالةُ تكونُ
لِلجَهْلِ، وليسَ للآثارِ الخالدة. والمجالُ لا يَتَّسِعُ للتَّفْصِيلات في
التَّارِيخِ والتَّبَرُّكِ». انتهى المقصودُ مِن كلامِه.
أقولُ: قد اعترفَ الكاتبُ
بِوجُودِ التبَرُّكِ بها، وهذا كافٍ في وجُوب إزالتِها؛ حيث لا حاجةَ لبقائِها؛
لأنَّها لا يُحْتَاجُ إليها لأداءِ الصَّلَواتِ المَفْرُوضَةِ فيها، وبَقاؤُها
مَدْعاةٌ لِلتبَرُّكِ بها، وما كانَ سببًا للفِتْنَةِ فإنَّهُ يُزالُ سَدَّا
للذَّرِيعَةِ، ولا يَكْفِي النَّهْيُ عن التبَرُّكِ بِها؛ لأنَّ هناك مِنَ
الخُرافِيِّينَ مَن يَدْعُو للتبرُّكِ بِها، والعوامُّ يتَتَبَّعُونَ مَن يَدْعُو
إلى الفِتْنَةِ، فإزالتُها مُتعيِّنَة؛ حيث صارَ بقاؤها ضَررًا بيَّنًا.
وقد تعجبتُ مِن
صُدُورِ هذا الكلام مِن مِثْلِه؛ حيث لا يَخْفَى عليه أنَّ المساجِدَ إنَّما
تُبْنى، وتَبْقَى، ويُعْتَنَى بِها لإقامةِ صَلاةِ الجُمعةِ والجَماعة فِيها، قال
تعالى: ﴿وَأَنَّ
ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، وقال
تعالى: ﴿رِجَالٞ
لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ
ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾ [النور: 37]،
وتُعْمَرُ المَساجِدُ في
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد