﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ
ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، وما
يتبع هذه العقيدة من موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله عملاً بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1].
إنّ هذه العقيدةَ قد
جرَى عليها وعلى أهلِها مِن الامتحانِ ما جَرَى ويَجْرِي في مُختلَف العصور كما هو
واقعٌ ومشاهَدٌ الآنَ مِن خُصُومِها، ولكن قد قيَّضَ اللهُ الأئمَّةَ المُصْلِحينَ
والمُجَدِّدينَ يَذُبُّونَ عنها تحريفَ الغالِينَ وانتحال المُبْطِلين وتأويل
الجاهلين. من أمثالِ: الأئِمَّة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيميةَ وتلاميذِه،
والإمام المُجَدِّد الشيخ محمد بنِ عبد الوهّاب. وقيَّضَ لها من السلاطين والملوك
مَن قامَ إلى جانب هؤلاءِ العلماء المُجَدِّدين المُصْلِحين بالحماية لدعوتهم
والجهاد في سبيلِها من أمثالِ الأئمَّةِ والملوكِ مِن آل سُعودٍ الذينَ ناصَرُوا
دعوةَ الشيخ الإمام المُجَدِّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله والذين لا يزالونَ -
والحمدُ لله - يناصرونَ الحقَّ ويقْمَعُونَ الباطل، فمكَّن اللهُ لهم في الأرض،
كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ
أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7]، وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن
يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم
بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ
فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ
وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾ [الحج: 40- 41].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد