إن كلمةَ سُمُوِّ
وليِّ العهد - حفظه الله - بعثَتِ الثِّقَةَ في نُفوس المؤمنينَ، وطمأنتْهُم أنّ
هذه الدولة بمشيئةِ الله ستحافظُ على عقيدةِ التّوحيد في مناهجِ الدراسةِ وفي جميع
المجالاتِ ولا تلتفت إلى أهواءِ المُغرِضين والمُعْرِضينَ عن الحقِّ الذين
يترَبَّصُون بالمؤمنينَ الدَّوائِرَ كأسلافِهم من المُنافقين.
وصدقَ سُمُوُّ
ولِيِّ العهد -حفظهُ الله - حينما قال: إن الغُلُوَّ كما يكونُ في الزيادةِ في
الدِّينِ يكونُ في التساهُلِ فيه، فالتسامحُ في الدِّينِ إنَّما يكونُ بالعملِ
بالرُّخَصِ الشّرعِيَّةِ وقتَ الحاجةِ إليها وفي حُدود، وليس معناه: التحلُّل مِن
أحكامِ الدِّينِ والتَّمَرُّد على الشَّرِيعة وترْك الواجباتِ وارتكاب المَحظُورات
باسم التَّيْسِيرِ وتَرْك التَّزمُّت كما يقولون!!.
أمَّا العقيدةُ فلا مجالَ للتَّلاعُبِ بها باسمِ حُرِّيَّةِ الرّأي كما قال - حَفِظَهُ اللهُ - لأنَّ العقيدةَ توقيفيَّة لا مجال للاجتهادِ فيها لأنها مَبْنِيَّةٌ على الكتابِ والسُّنَّةِ، فما لم يَرِدْ في الكِتابِ والسُّنَّةِ مِنَ الآراءِ والاجتهاداتِ فهو مردودٌ ومرفوضٌ، وصاحِبُه مُخْطِئ ضالٌّ؛ ولهذا رَدَّ الأئِمَّةُ قديمًا وحديثًا على أصحاب العقائدِ الباطلةِ والأفكار المُنحرِفَة، وبيَّنُوا العقيدةَ الصحيحة المأخوذةَ مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ لا مِن الآراءِ والأفكار، وهذا من حِفظ اللهِ لهذا الدِّينِ كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم وَلاَ مَن خَالَفَهُم حَتَّى يَأتِيَ أَمرُ اللهِ »([1]). ولما أخبرَ صلى الله عليه وسلم عن افتراقِ هذه الأمة إلى ثلاثٍ وسبعين
([1])أخرجه: مسلم رقم (1920).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد