سادسًا: يجبُ علينا
المحافظةُ على أولادِنا، وتحصِينُهم مِنَ الأفكارِ الهدّامَةِ التي يُرَوِّجها
أعداءُ الأمَّةِ الإسلامِيَّةِ والمَدعُومة مِن أُمَمِ الكُفر، ويسْتَخْدِمُونَ
لِترويجِها والدَّعوةِ إليها أقوامًا من جِلْدَتِنا، ويتكلَّمُون بألسنَتِنا، ويتَسَلَّلُونَ
بينَ صُفوفِنا، ويتخطَّفُونَ أبناءَنا، ويَسْحَبُونَهُم مِن مدارسِنا ومساجدِنا
ودوائرِنا بل ومِن بيوتِنا إلى خلَواتِهم المشْبُوهةِ ورِحْلاتِهم المسمُومة،
ويُلَقِّنُونَهم الأفكارَ الهَدَّامة حتى يتنكَّرُوا لدِينهِم ومُجتمعهِم وَوُلاة
أمورِهم، ويحمِلُوا السّلاح في وجوهِنا، ويسفِكُوا الدِّماءَ المعصومةَ،
ويُتْلِفوا الممتلكاتِ المُحترمة، ويُهلكوا الحرثَ والنَّسل، ويسْعَوْا في الأرضِ
بالإفسادِ.
إنَّ على الآباءِ
وعلى المُدَرِّسين وعلى خُطَباء المساجدِ وعلى الدُّعاة والمُرشدينَ وعلى العلماءِ
عمومًا الوقوفَ أمامِ هذا التّيارِ الخبيثِ، والتحذيرَ مِنه، وردَّ شُبُهات أهلِه
والمُرَوِّجِينَ له، فالمؤمنُ لا يُلدَغُ مِن جُحْرٍ مرَّتَيْنِ، وإنَّ ما حصلَ هو
نتيجةٌ عن إهمالِنا وغفلتِنا وسكوتِنا بل والتخاذُلِ بيننا واتِّهام من يَحْذَرُ
مِن تلك الأفكارِ بأنّهُ لا يُريدُ الخيرَ، وأنه حاسِدٌ إلى آخِرِ ما سَمِعنا من
تلك الاتِّهاماتِ حتى تمادَى الشَّرُّ، وبلغَ السَّيلُ الزُّبَى، ولا حولَ ولا
قوةَ إلاَّ بالله.
سابعًا: على شَبابِ
المُسلمين - وفَّقهم اللهُ لكُلِّ خيرٍ وحَماهم مِن كُلِّ شرٍّ - أن يَحْذَرُوا
مِن دُعاةِ السُّوء وأصحاب الأفكار الهدَّامة، وأن يتَّصِلوا بعُلماء المسلمين من
أهلِ السُّنَّةِ والجماعة ويتلقَّوْا عنهم العِلْمَ النَّافِع، ويسألوهم عمَّا
أَشْكَلَ عليهم، قال الله تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنبياء: 7]،
وأهلُ الذِّكرِ همُ العلماءُ الرَّبَّانِيُّون.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد