وعلى مَن وقعَ مِن
شباب المُسلمين في شيءٍ من تلك الأخطاءِ والأفكار الضَّالَّةِ المُنْحرِفة أن
يرجِعَ إلى الصَّوابِ، فالرجوعُ إلى الحقِّ فضيلة، والتَّائِبُ مِن الذَّنبِ كمن
لا ذنبَ له، عليهم أن ينضَمُّوا إلى جماعةِ المسلمين «فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ
عَلَى الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([1])، ولا يكونوا
عَوْنًا للأعداءِ على تدميرِ بلادِهم والاعتداءِ على إخوانِهم وحُرُماتِهم، فإن
هذا مِنَ الإفسادِ في الأرضِ ﴿وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [المائدة: 64]،
[البَقَرَة: 205]، وليسَ هذا العملُ الإجراميُّ الذي تقوم به بعضُ الفئاتِ
الضَّالَّة مِن الجهاد في سبيل اللهِ، كما خُيِّلَ إليهم، ولبَّس عليهم أعداءُ
اللهِ، وإنَّما هو جهادٌ في سبيلِ الشَّيْطانِ ﴿وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا﴾ [النساء: 119].
اللهُمَّ أرِنا
الحَقَّ حَقًّا، وارزُقنا اتِّباعَهُ، وأرِنا الباطِلَ باطِلاً، وارزُقنا
اجْتِنابَهُ، ولا تجعَلْهُ مُلتبِسًا علينا؛ فَنَضِلَّ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ
أمورِنا لِمَا فيه صلاحُ الإسلامِ والمسلمينَ، واجعلهُم هُداةً مُهتَدين، غيرَ
ضالِّينَ ولا مُضَلِّينَ، يا ربَّ العالمينَ، ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ
مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا
تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ
ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ
إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ
لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ
أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ٤ رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا
فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ
ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الممتحنة: 4، 5]، ﴿فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا
فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٥ وَنَجِّنَا
بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [يونس: 85، 86].
وصلى اللهُ، وسلم على نَبِيِّنَا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
*****
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2167)، والحاكم رقم (393).
الصفحة 7 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد