خَوۡفِۢ﴾ [قريش: 3، 4]، وقال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ
ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، والإيمان هو التوحيدُ والطاعةُ،
والظُّلم هنا هو الشِّرك كما فسره بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقد سمَّى
اللهُ الشِّرْك: ظلمًا عظيمًا كما في قوله تعالى فيما ذكرَهُ عن لقمان: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ
عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13]، فالمشركُ ليس له أمنٌ في الدُّنيا، فهو حلالُ الدَّمِ
والمالِ إن لم يكن له عهدٌ وأمانٌ عند المسلمين، وليس له أمنٌ في الآخرةِ إن مات
على الشِّرك فهو خالدٌ مُخلَّد في النَّارِ، ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ
أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾[المائدة: 10] أمَّا المؤمنون فهم آمنون في الدنيا
والآخرة قال تعالى: ﴿وَعَدَ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم
مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ﴾ [النور: 55] فشرطَ سبحانه للاستخلافِ في الأرض والتَّمكِين في الدِّينِ
واستبدال الخوف بالأمن عبادةَ الله وحدَهُ مِن غير إشراكٍ به سبحانه، وأنَّ مَن لم
يُحَقِّقْ هذه الصِّفات أو تحوَّلَ عنها لم يتحقَّقْ له الأمنُ؛ ولهذا قال: ﴿وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ
ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55].
ثانيًا: مِمَّا يُحَقِّقُ الأمنَ إقامةُ الحدود الشرعيَّةِ على المُجْرِمينَ بالقِصَاصِ مِنَ القاتلِ وقَطْعِ يَدِ السَّارق، وقطع اليَدِ والرِّجل من خِلاف من المُحارب أو قتْلِه، وجَلْدِ الزَّانِي أو رَجْمِه، وجلْدِ القاذِف، وجَلْدِ شارب الخمر، وقَتْلِ المُرْتَدّ عن دِينه، قال صلى الله عليه وسلم: «لَحَدٌّ يُقَامُ فِي الأَْرْضِ خَيْرٌ لَهَا أَنْ تُمْطِرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا»([1]).
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2538)، وابن حبان رقم (4398).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد