×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

ثالثًا: الأمرُ بالمعروف والنَّهي عَنِ المُنكَرِ، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ [الحج: 40، 41] ؛ لأنَّ في الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ مقاومةٌ للمُنْكَرات الَّتِي هِيَ سببٌ لزوالِ الأمنِ.

رابعًا: شُكْرُ النِّعَم التي أنعمَ الله بها على عبادِه بالتَّحدُّثِ بها ظاهرًا، والاعتراف بها باطنًا، وصَرْفِها في طاعةِ الله، فمن لم يشكُرْ نِعَمَ اللهِ أبدلَهُ اللهُ بأمْنِهِ خوفًا وبِشَبَعِهِ جَوْعًا؛ قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [النحل: 112]، وقال تعالى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7]. وقال تعالى: ﴿وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا [الإسراء: 16].

وبلادُنا - والحمدُ لله - قد أنعمَ اللهُ عليها بتوفيرِ الأمنِ ووفرةِ الأرزاقِ؛ وذلك بسبب تحكيمِها لشرعِ الله وإقامة الحدودِ والأمر بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكَر، وفوق ذلك تحْقِيق عقيدةِ التَّوحيد عِلمًا وعَمَلاً والنَّهي عن الشِّرْك وإزالة مَعالِمِهِ ومظاهرِه ومُحاربة البِدَع والخُرافات، فصارَ أمنُ هذه البلاد مَضْرِبَ المثل؛ لأنها أخذتْ بأسبابِ الأمنِ، ولكنَّنا نخافُ مِن زوالِ هذه النِّعمةِ بزوالِ أسبابها؛ لأنَّ هناك مَن يدعُو إلى تغيير مسارِ هذه البلادِ واللحاق بِرَكْبِ الغربِ الكافر، فإذا لم 


الشرح