نأخذ على أيدي هؤلاء
فرُبَّما يحصُلُ لدعوتِهم تأثيرٌ سيءٌ - ولا حولَ ولا قوةَ إلاَّ باللهِ - وحينئذٍ
يَحِقُّ علينا قولُ رَبِّنَا سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنفُسِهِمۡ﴾ [الأنفال: 53].
ولقد حذَّرَنا اللهُ
مِن دُعاة السُّوء، فقال: ﴿وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ١٥١ ٱلَّذِينَ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ﴾ [الشعراء: 151،
152]، وقد ظهرَتِ النُّذُرُ بما يحْدُثُ في بلادِنا من تسميمِ الأفكارِ وتغيير
العقيدةِ وبوادِر التخريب؛ فيجبُ علينا التنَبُّهُ لأنفسِنا والإمساك بِصِمَامِ
الأمانِ، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وقال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153].
وَفَّقَ اللهُ
الجمِيعَ رُعاةً ورَعِيَّةً للتمَسُّك بكتابهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ والسَّيْرِ على
منهجِ السَّلفِ الصَّالِح.
وصلَّى الله وسلَّم
على نبيِّنا محمد وآله وصحبه.
*****
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد