﴿يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ﴾ [المائدة: 64]، ويقولون: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ
وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ﴾ [آل عمران: 181]، ويقولون: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، ومع ذلك لا يكفّرونهم.
وهذا غُلُوٌّ في
الإرجاءِ وإمعانٌ في الضَّلالِ؛ لأنَّ اللهَ كَفَّرَ مَنْ لم يُؤمِن برسالةِ محمد
صلى الله عليه وسلم سواء مِن أهل الكتابِ أو غيرِهم. قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ
لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ﴾ [القصص: 50]، وقال
تعالى: ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ﴾ [المائدة: 17]، ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [المائدة: 78]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]،
وهذا مذهبٌ باطلٌ يُتيح لكُلِّ مفسدٍ وكل ضالٍّ ومُنحرِفٍ أن يفعلَ ما يشاءُ مِن
أنواعِ الرِّدَّةِ والإفسادِ، ويمنحُ هؤلاءِ اسمَ الإسلامِ.
والمذهبُ الأوَّلُ
باطلٌ أيضًا؛ لأنه يحكُم على كثيرٍ من المسلمينَ بالكُفْرِ لمُجَرَّدِ ارتكابِ
الذُّنُوبِ التي هي دونَ الشِّرْكِ والكُفْرِ، ويسببُ سفْكَ الدِّماءِ
المَعْصُومَةِ، وإزْهاقَ الأنفُس البريئةِ، وتفْرِيقَ كَلِمَة المسلمين بالخُروجِ
على أئِمَّتِهم، وحَلّ دولتِهم، ويُسَبِّبُ القيامَ بالتَّفْجِيرات والترويع،
ويُخِلُّ بالأمنِ مِمَّا هو واقعٌ اليومَ مِمَّنْ تبَنَّوْا هذا الرأي الباطل
والمذهب الفاسد، ويحقِّقُ رغباتِ الكُفَّار، ويُتِيحُ لهَم التدخُّل في شُؤونِ
المسلمينَ بِحُجَّةِ حِمايتِهم مِن الإرهابِ، مع أنَّ الكُفَّارَ في الحقيقةِ هم
الذين يُغَذُّون الإرهابَ، ويَحْمُونَ الإرهابِيِّينَ؛ لِيقْضُوا بِهم أغْراضَهُم
في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد