مِن معرفَةِ
الأحكامِ الشَّرْعِيَّةِ أو يعيشُ في بلادٍ مُنقَطِعَة عن الإسلامِ، ولم يبلُغْهُ
القرآنُ على وجهٍ يفهمُهُ أو يكون الحُكْمُ خفيًّا يحتاجُ إلى بيانٍ.
2- ألاَّ يكونَ
مُكْرَهًا يريدُ التَّخَلُّصَ مِن الإكراهِ فقط كما قال تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ
بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [النحل: 106]،
دَلَّتِ الآيةُ على أنَّ مَن تلفَّظَ بالكُفْرِ مُكْرَهًا، وقلْبُهُ مُطْمَئِنٌ
بالإيمانِ يريدُ التخلُّصَ لا يَكْفُرُ.
3- ألاَّ يكونَ
متأوِّلاً تأوُّلاً يظنُّهُ صحيحًا؛ فلابُدَّ أنْ يُبَيَّنَ له خَطَأُ تَأوِيلِه.
4- ألاَّ يكونَ
مُقلِّدًا لمنْ ظنَّهُ على حَقٍّ إذا كان هذا المُقلِّدُ يجهلُ الحُكْمَ حتَّى
يُبَيِّنَ له ضلالُ مَن يُقَلِّدُه.
5- أن يكونَ الذي
يتولَّى الحُكْمَ عليه بالرِّدَّةِ مِنَ العُلَماء الرَّاسِخينَ في العِلم الذينَ
يُنْزِلُونَ الأحكامَ على مواقِعِها الصَّحِيحَةِ فلا يكونُ الَّذِي يحْكُم
بالكُفْرِ جاهِلاً أو مُتعالِمًا.
وأخيرًا فإن إخراجَ
مُسلِمٍ مِنَ الإسلامِ بِدُون دليلٍ صحيحٍ واضحٍ يُعَدُّ أمْرًا خَطِيرًا كما قال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ قَالَ لأَِخِيهِ: يَا كَافِرُ أو يَا
فَاسِقُ، أَوْ يا عَدُوَّ اللهِ، وَهُو لَيْسَ كَذَلِكَ رَجَعَ عَلَيْهِ أَوْ
حَارَ عَلَيْهِ»([1]).
نسألُ اللهَ
العافيةَ.
وصلى اللهُ وسلَّمَ على نبِيِّنَا محمد وآلهِ وصحْبِه.
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (61).
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد