كالسُّفَراء والعُمّال والتُّجَّار وأصحابِ
الخِبْرات التي يحتاجُها المسلمون، وليس عندهم مَن يقومُ بها، قد استأجرَ النبيُّ
صلى الله عليه وسلم مُشْرِكًا يَدُلُّهُ على طريقِ الهجرةِ، واستدانَ مِن
يَهُودِيٍّ في المدينةِ، وجاءَهُ نَصارَى نجران، ودخَلُوا عليهِ في مسجدِه،
وتفاوَضُوا معه، وربَط ثمامة بن أثال في المسجدِ، وهو مُشرك.
إنَّ ما يصنعُه
هؤلاء الجُهَّالِ مِنَ التخريبِ وقتل المُستأمَنِين إنَّما هو تشويهٌ للإسلامِ وصدٌّ
عنه، وهو حرامٌ ومعصيةٌ للهِ ولرسولهِ، فالواجب على مَن يريدُ النَّجاةَ لنفسِه،
وفيه بقِيَّة من عقلٍ أنْ يُراجِعَ صَوابَهُ، ويتوبَ إلى رَبِّه.
وولاةُ أمورِ
المسلمين قد عرَضُوا على هؤلاءِ التَّوبةَ والرُّجوع إلى الصَّواب، وأنَّهُم إذا
فعلوا ذلك فسيُعامَلُونَ بالمُعامَلةِ الحَسنةِ، والتَّائِبُ مِن الذَّنبِ كَمن لا
ذنْبَ له والتَّوبةُ تَجُبُّ ما قبلها.
فالواجبُ على هؤلاءِ: أن يَتُوبوا إلى
اللهِ، وأن يُلْقُوا سِلاحَهم، ويضَعُوا أيدِيَهم بأيدي إخوانِهم مِن المسلمين،
ويَلْتَزِموا بالسَّمعِ والطاعة لوُلاة أمُور المسلمين كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ والسَّمْعِ والطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» ([1])، وقال: «مَنْ شَقَّ عَصَا الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَمَاتَ، فَمِيتَتُه جَاهِلِيَّةً» ([2])، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد