من ذلك: تدَخُّلُهم في
مواقيتِ الصَّلاةِ، صاروا يُشَكِّكُونَ الناسَ فيها، ويُشِيعُونَ أنَّ النَّاس
يصلونَ قبلَ دُخولِ أوقاتِ الصَّلاة، ويقولونَ: إنَّ تقويمَ أُمِّ القُرَى فيه
خلَلٌ حسابِيٌّ مع أنَّهُ تقويمٌ مُعْتَمَدٌ مِن قِبَل وُلاة الأمور ومُعْتَمد من
قِبَلِ العُلماء منذ زمنٍ طويل، ولم يحصُلْ فيه خطأ تطبيقيٌّ منذ عشراتِ السِّنين،
وقد وقَّت اللهُ الصلواتِ بتوقيتٍ واضحٍ يَعرِفُه العاميُّ والمُتعَلِّم
والحَضَريُّ والبَدْوِيُّ، فصلاة الفجر عند طلوع الفجر الثاني، وهو البياضُ
المُعْتَرِض في الأفقِ، وصلاةُ الظُّهر عند زوالِ الشَّمس عن مُحاذاةِ الرُّؤوس
إلى جهةِ الغربِ، وصلاة العصرِ عندما يتساوَى الشاخصُ وظِلُّهُ، وصلاةُ المغرب عند
غُروبِ الشَّمس، وصلاةُ العشاء عند مَغِيب الشَّفَقِ الأحمر.
ومنْ ذلك: أنَّ هؤلاءِ عندما
يُقْبِلُ شهرُ الصَّوم يتخبَّطُونَ في أمرِ الهِلال، ويَشْغَلُونَ الصُّحُفَ في
نشْرِ المقالاتِ عن وقتِ ظهور الهِلال، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «صُومُوا
لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا
لَهُ» ([1])، وفي رواية: «فَأَكْمِلُوا
عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا» ([2])، ولم يعلِّقْ ذلك
بالحسابِ الفلكِيّ؛ لأنَّ الهلالَ واضحٌ يراهُ العامِيُّ والمُتَعَلِّمُ، والحسابُ
الفلَكِيُّ لا يعرِفُهُ كُلُّ أحدٍ، ثُمَّ هو عمَلٌ بشرِيٌّ يُخطِئُ، ويُصِيبُ،
والفلكِيُّونَ يختَلِفونَ فيما بينهم، وإثباتُ الأهِلَّة مَوْكُول إلى جهةٍ
شرعِيَّةٍ مُخْتَصَّةٍ.
ومِن ذلك: صلاةُ التَّراوِيح في شهرِ رمضان والتهَجُّدُ في العَشْرِ الأواخِرِ منه؛ حيث إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ على قيامِ شهرِ رمضانَ، ولاسِيَّمَا
([1])أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1080).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد