وأنَّها لا مُستَقْبَلَ لها، وأن خرِّيجِيها
سَيَبُورُونَ في المُجتَمعِ، وأنَّها تُعلِّمُ التَّكفِيرَ والإرهابَ... إلى آخِرِ
الألقابِ، ولكنَّ هذه المؤسسةَ الجليلةَ ثَبَتَتْ، ورَسَتْ رغْمَ أنوفِهم، وفرضَتْ
نفْسَها، وأثبتتْ وُجودَها، وأقبلَ الناسُ على الالتحاقِ بها؛ لأنَّهم يرَوْنَ
جَدْوَاها وفائدتها؛ لأنها أُسِّسَتْ بِنِيَّةٍ خالصةٍ وعلى أساسٍ ثابتٍ أصيلٍ من
المِيراث النَّبوِيِّ، وما زالَ ولاةُ الأمرِ حفِظَهُم اللهُ يهتَمُّونَ بِها،
ويَرْعَوْنَها لِما لمَسُوهُ فِيها مِن فائدةٍ للإسلام والمسلمين، وفي الأيامِ
القريبةِ عادت الكَرّةُ ضِدَّ المعاهدِ العِلميَّةِ؛ فنُشِرَت مقالاتٌ تُنَدِّدُ
بهذه المعاهدِ، وتُطالب بِضمِّها إلى التعليمِ العامِّ، ويزعمُ بعضُ كُتَّاب هذه
المقالاتِ الآثِمَةِ أنَّ بعضَ طُلاَّبِ المعاهدِ العِلمِيَّةِ شَكَوْا إليهِ ما
يَلْقَوْنَ مِنَ الظُّلْمِ والضَّيْمِ... إلخ.
أقول: أولاً: لماذا لم يُسمِّ
الكاتبُ أحدًا مِن المُشْتَكِين والمُتَظَلِّمينَ؟.
ثانيًا: لماذا لم
يشْتَكُوا إلى وليِّ الأمرِ حتى ينظُرَ في قضيَّتِهم إنْ كانُوا صادِقين؟.
ثالثًا: لماذا لم
يُحدِّدُوا أنواعَ الظُّلْم الواقع عليهم؟ لأنَّ الدعوى لا تُقْبَلُ إلاَّ إذا
كانت مُحدَّدَة معلومة المُدَّعَى به.
رابعًا: ما الذي حالَ بين
هؤلاءِ المُتَظَلِّمِين وبين الالتحاقِ بالتخصُّصاتِ الأخرى المُناسبة لهم؟
خامسًا: إذا كان هذا الظُّلمُ
واقعًا من بعضِ الإدارِيِّين والمُوظَّفِين في تلك المعاهدِ، فما ذنبُ المعاهد؟ هل
إذا وقعَ ظُلمٌ مِن مسئول في دائرةٍ ما؛ فإنَّها تلغى تلك الدائرةَ أم يُغَيَّرُ
المسئول؟ هذا لو فرضنا أنَّ هناك ظُلمًا واقعًا، لكنه الهَوَى يعمي ويصم، ولا حولَ
ولا قوةَ إلاَّ بالله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد