ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ
عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ﴾ [الأعراف: 27].
وما حَذَّرَ اللهُ
عباده هذا التحذيرَ إلاَّ لأنَّ الشيطانَ سَيُعيدُ عليهم الكَرَّةَ، فيأمرُهُم
بالعُرْي وخلْعِ الستْرِ ولِباس الحِشْمَةِ لِما لهُ في ذلك من المآربِ الخَبِيثةِ
والمَطامع الدَّنِيئَة، وقد عَمِل هذه المكيدةَ مع أهل الجاهليَّةِ فأمرَهُم أن
يَطُوفُوا بالبيتِ عُراةً رجالاً ونساءً، وقال لهم: لا تَطُوفوا في أثوابٍ قد
عصيْتُم اللهَ فيها، فأطاعُوه مُحْتَجِّين على ذلكَ أنَّهُم وجدُوا عليه آباءهم،
وأنَّ اللهَ أمرهم بهذا، وهكذا احتَجُّوا بالتقليدِ الأعْمَى وبالكذبِ على الله،
وهما حُجَّتانِ واهِيَتان ولكنَّ صاحبَ الباطلِ يتعلَّقُ بخيْطِ العنكبوت.
ولما بعث اللهُ
رسولَهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم أنكَرَ هذا العِلْمَ، ومنعه لمَّا فتحَ اللهُ
له مكَّةَ، وجعلَ له السُّلْطَة على أهلِها، فقالَ: «لاَ يَحُجُّ بَعْدَ هَذَا
العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ»([1]).
وبعد هذا دبَّ الشيطانُ وأعوانُه مِن شياطين الجِنِّ والإنس في هذا الزَّمانِ إلى المسلمين مُطالبِين بكشْفِ العوراتِ وخلْعِ لباس الحِشْمَةِ، طالبُوا بإخراج المرأةِ عن الآدابِ الشَّرْعِيَّةِ إلى الآدابِ الكافرة الإفرنجيَّةِ، وطالَبُوها بِخَلْعِ الحجابِ وإظهار الزِّينَةِ، طالبُوها بالخُروجِ مِن البيتِ ومُشاركة الرِّجال في أعمالِهم التي لا تَلِيقُ بالمرأة، طالبُوا باختلاطِها مع الرِّجال في مجالاتِ العملِ وفي مجالات اللَّهْو واللعب في المسارحِ والمَراقصِ ودُورِ اللَّهو، طالبُوها بأن تُداوِمَ في الوظيفةِ كدَوامِ الرِّجال رغْمَ ما يَعْتَرِيها من حَمْلٍ ووِلادةٍ وحيْضٍ ونِفاسٍ، طالبوا أن تتوَلَّى المرأةُ أعمالاً لا يتحَقَّقُ لها القيامُ بها إلاَّ بالتنازُلِ عن حيائِها
([1])أخرجه: البخاري رقم (369)، ومسلم رقم (1347).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد