وحِشْمَتِها، بل
طالبُوا أن تقومَ بأعمالٍ لا تُطِيقُ القيامَ بها خِلْقة طَبِيعة: أن تكونَ وزيرةً
وسفيرةً ومُديرة ورئيسةَ أعمالٍ مُتَناسِينَ أنَّها أُنْثَى خُلِقَتْ لأعمالِ
النِّساءِ لا لأعمالِ الرِّجال ﴿وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ [آل عمران: 36].
إنَّ الكُفَّارَ
حينما يُنادون بذلك يريدون أن يسْلُبوا المرأة كرامَتها ومكانتَها اللائقة بها
حتَّى بما تتمتَّعُ به المرأةُ المسلمة مِن عِزَّةٍ وكرامةٍ ومكانةٍ عالية، ومَنْ
ينْعِقُ بأفكارِهم مِمَّنْ هُم مِن جلدتِنا، ويتكَلَّمُونَ بألسِنَتِنا في
الصُّحُفِ والمَجَلاَّت والمُؤَلَّفات إنَّما ينْعِقُونَ بِما لم يُدْرِكوا
عواقِبَه الوخيمة، أو يُدْرِكوا ذلك، ولكن يريدون أن يُرْضُوا أسْيادَهُم أو
يريدون أن تكونَ المرأةُ ألْعُوبَةً بأيديهم يستمْتِعُون بها، ويتمَكَّنُونَ مِن
الاستمتاعِ به منها.
والعجيبُ أنَّ بعضَ
النِّساء المَخْدُوعات ينْعِقْنَ بهذه الأفكارِ دُونَ أن يُدْرِكْنَ ما يُحاكُ
ضِدَّهُنَّ، فهن كما قال الشاعر:
فكانتْ كعنزِ
السُّوء قامت *** إلى مُدْيَةٍ تحت التُّراب تُثِيرها
إنَّنا نريدُ مِن
أُمّتِنا رجالاً ونساءً، حُكومةً وشعبًا أن يقِفُوا ضِدَّ هذه الحَمْلةِ الشَّرِسة
المُركَّزة على المرأة المسلمةِ التي إِنْ نجحت - ونعوذ بالله - نكّبَتِ
المُجْتمَعَ في أعزِّ ما لدَيْهِ؛ لأنَّ المرأةَ قاعدةُ الأسرةِ قال الشَّاعر:
والأمُّ مدرسَةٌ إذا
أعدَدْتَها *** أعدَدْتَ شعبًا طيِّبَ الأعراقِ
وإذا انهارتِ الأسَرُ انهارَ المُجتمَعُ؛ لأنَّ الأُسَرَ هُنَّ لَبِناتُه؛ فاتقوا اللهَ يا مَن تُنادونَ بِتمَرُّدِ النِّساء، وقد أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمرأةِ خيرًا، وحذّر من خطرِها فقالَ: «وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (2742).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد