ومنعها: من الخَلْوَةِ مع
رَجُل ليس من مَحارِمِها؛ كيلا يُطمِّعَ الشيطانُ بعْضَهُما ببعضٍ.
ومنعها: من الاختلاطِ
بالرِّجالِ حتى في مواطنِ العبادة، فشرع لها الصلاةَ في الجماعة خلفَ الرِّجالِ،
وفضَّل صلاتَها في بيتِها بعيدةً عنهم، وأمَّا ما يكونُ في الحرَمَيْنِ وقتَ
الزِّحام فهو حالة استثنائيَّةٌ للضرورةِ مع وجُوب التحفُّظ في هذه الحالةِ مِن
الرِّجال والنِّساء مهْما أمكنَ التحفُّظ، فإن حصلَ اختلاطٌ في الحرمَيْنِ غيرُ
مقصودٍ ولا مقدور على التخلُّص منه فلا يكَلِّفُ الله نفسًا إلاَّ وُسْعَها. كلُّ
هذه الاحتياطات لصيانةِ المرأة والمحافظة على كرامتها.
وأمرَ اللهُ كُلًّا
مِن الرجال والنساءِ بغضِّ أبصارِهم وحِفْظِ فروجهم؛ لأنَّ ذلك أزْكَى لهم، وأخبرَ
سبحانه بأنَّهُ عليمٌ بما يصنعه كُلٌّ مِنْهما من خيانةِ البَصَرِ، هذا هدْيُ
الإسلام في المحافظة على كرامةِ الجِنْسيْنِ وتطْهِير المُجتمع مِن جريمةِ الزِّنا
واختلاطِ الأنسابِ وفشُوِّ الأمراضِ الجِنْسِيَّةِ، لكنَّ الغربَ الكافرَ يريدُ
إفسادَ المجتمعِ المُسلم وتدميرَهُ، ولمَّا عَلِمَ أنَّ إفساد المرأة أعظمُ سلاحٍ
يغزو به المسلمينَ ركَّزَ عليه، ونادَى بحُرِّيَةِ المرأة، وذلك بخروجها على
الآداب الشرعيَّةِ، سمى ذلكَ حُرِّيَّة من بابِ الخداع وإلاَّ فهُوَ في الحقيقةِ
غاية العبوديَّةِ والذِّلَّة والرِّقّ؛ لأنَّ الحُرِّيَّة الحقيقيَّة هي التخلُّص
من عُبوديَّةِ الشَّهوة وطاعةِ الشَّيطان.
كما قال الإمام ابن
القيم رحمه الله:
هربوا مِن الرِّقِّ
الذي خُلِقُوا له *** فبُلوا برقِّ النَّفسِ والشَّيطانِ
فباللهِ عليكم
أيُّها العقلاءُ هل الحريَّةُ تكونُ بطاعة اللهِ وعبادتِه التي هي مَناطُ سعادة
الإنسان وصلاحه أو بطاعةِ الغرْبِ الكافر الذي يريدُ أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد