ثم قال: «الحجابُ لم
يَرِدْ في القرآنِ بمعنى غِطاء الوجهِ، والآيةُ التي فيها كلمة حجاب خاصة بنساء
النبيِّ صلى الله عليه وسلم »، وقال: «إنَّ الدعوة الوهابِيَّة سلفِيّةُ صحيحة،
ولكن هناك مِن تلاميذ هذه المَدرسةِ مَن زاد في التَّشدِيد..» إلى آخر ما جاء في
مقاله، وإليك الرَّدَّ عليه، وأسألُ الله أن يهْدِيَنا وإياهُ لمعرفَةِ الحقِّ
والعمل به فإن الرُّجُوعَ إلى الحقِّ فضيلة، والرُّجُوعُ إلى الحَقِّ خير مِنَ
التَّمادِي في الباطل:
أولاً: قوله: «أنا ضِد
فرض غطاء الوجْهِ على المرأة».
نقولُ له: لا يليق بك أن
تُضادَّ حُكمًا شرعيًّا شرعَهُ اللهُ سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36]، وغطاء المرأة لوجهها قد فرضه اللهُ بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ
قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ
مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 59]، ومعنى ﴿يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ﴾: يغطين وجوههن كما
فسره بذلك ابن عباس رضي الله عنهما، وكما قال عبيدة السلماني عن معنى هذه الآية كما
في كُتُب التفسير، وإذا لم يكن معنى ﴿يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59]: يُغطِّين وُجوههُنَّ فما معناه؟ ما الذي
يُدنِينه عليه إذا لم يكنْ وجهها؟ فإن بدَنها مستورٌ بالجلباب أصلاً، ولا يحتاجُ
إلى إِدْناء، فدلَّ على أنَّ المقصودَ وجهُها؛ لأنه هو الذي اعتادت النساء إظهاره
في أوَّلِ الإسلام قبل فرضِ الحِجاب.
ثانيًا: قوله: «إنَّ الحجاب خاصّ
بنساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ».
نقول له:
أولاً: ما الدليل على هذه
الخصوصية، فإن العبرةَ بعمومِ اللَّفْظ لا بِخُصوص السَّبب حيث كانت نساءُ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سببًا في نزول الآية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد