ثانيًا: إذا كانت نساءُ
النبيِّ صلى الله عليه وسلم قد فُرِضَ عليهنَّ الحجابُ، وهنَّ أطْهَرُ نساءِ
العالمين، فغيرهُنَّ من بابِ أوْلَى وأحْرَى؛ فمَنْ يُخْشَى عليهِنَّ الفِتنة
أكْثَر؟
ثالثًا: هذا الحُكْمُ
معلّل بعلَّةٍ تشملُ جميعَ نساءِ الأمَّةِ، وهي قولُه تعالى: ﴿ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ
لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 53] والطَّهارةُ مطلوبةٌ لجميعِ الأُمَّةِ،
والعِلَّةُ إذا كانت عامةً فالحُكْمُ عامٌّ، كما قرَّرَ علماءُ الأصولِ، فكُلُّ
مسلمٍ يحتاجُ إلى طهارةِ قلبهِ مِنَ الإثمِ والمَعْصِيَة.
ثالثًا: قوله: «الدعوة
الوهَّابِيَّة سلفِيَّةٌ صحيحة، ولكن هناك من تلاميذِ هذه المدرسةِ مَنْ زادَ في
التَّشدِيد».
نقول له:
أولاً: تَسْمِيَتُكَ لدعوة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالوَهَّابِيَّةِ تسميةٌ غيرُ صحيحة، وقد
جاريتَ فيها أعداءَها؛ فالشيخ رحمه الله لم يأتِ بشيء جديد يُنْسَبُ إليهِ،
وإنَّما دعوتُه دعوةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودعوةُ المُصلحين المُجدِّدين،
وإنَّما يُنْسَبُ إلى الشخصِ ما انفردَ به كأصحابِ النِّحَلِ الضَّالَّةِ مِن
جهميةٍ ومعتزلةٍ وباطنيةٍ، وغيرها من الفِرَق المُنْحَرِفة.
ثانيًا: لم يكن في
أَتْبَاعِ هذه الدعوة مُتَشدِّدُون كما زعمت، ومَنْ تشَدَّدَ فليس مِن أتْبَاعِ
هذه الدَّعوة، اللَّهُمَّ إلاَّ أنْ تُريدُ التَّمُسُّكَ بها وعدمَ الانسياق وراءَ
الأهواءِ والفِتَن، فهذا لا يُسَمَّى تشدُّدًا، وإنَّما يُسمَّى تمسُّكًا محمودًا.
رابعًا: وأمَّا قولُ
الأستاذ التويجري عن بعضِ الطوائف أنَّهُم إخوانُنا في الدِّينِ، وأنَّهُم مجتهدون
قد يُخطِئُونَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد