بالإصْلاحِ ويَدَّعون أنَّ الإصلاحَ باتِّباعِ
أنظِمةِ الكُفرِ وتعطيلِ الشَّرْعِ، ولكنْ ﴿وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ
ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32]، وكما قال إمامُ دارِ الهِجْرةِ مالكُ بنُ أنسٍ رحمه الله: «(لا
يَصلُحُ آخِرُ هذه الأمَّةِ إلاَّ بما أصْلَحَ أوَّلَها»).
كان الناسُ قبلَ
هذهِ الشَّريعةِ في ضَلالٍ مُبينٍ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ
تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فََٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ
وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26]،
ربما يقول قائلٌ: هل نَترُكُ كلَّ ما عندَ الكفَّارِ؟
فنقولُ لهُ: ما عندَ
الكفَّارِ منَ المنافعِ الدُّنيويَّةِ منَ المَصْنوعاتِ والمَنْتوجاتِ والخِبْراتِ
النَّافعةِ قدْ أباحَ اللهُ لنَا، أخْذَهُ منهم والاِنتِفاعُ به بعدَ أنْ
نَشْتريَه بأمْوالِنا، وهذا في الأصلِ خلَقَه اللهُ لنا قالَ تَعَالى: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ
ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ
هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32]، إنما الممنوعُ أنْ نَستورِدَ منهم
الأنظِمةَ المُخالفَةَ لِدِينِنا وَعَقِيدَتِنا ونَتَخلَّى عمَّا أعْطانا اللهُ
منْ شَرْعهِ المُطّهَّرِ وَدِينِه القيِّمِ فنخْسَرُ الخُسرانَ المُبينَ، ولاَ
حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العَليِّ العظيمِ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحبهِ أجمعينَ.
*****
الصفحة 3 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد