وجوب التذكر
والاعتبار بما يجري من الأحداث
الحمدُ للهِ ربِّ
العَالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَيرِ خَلْقِه وخاتَمِ رُسلِه نبيِّنا
محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه ومنِ اهْتدى بهديِه وسارَ على نهجِه، وبعدُ:
ففيمَا يُجرِيهِ
اللهُ منَ الأحْداثِ والتَّغيُّراتِ عِبْرةً لمنِ اعْتبرَ، وذِكرَى لِمنْ
تَذَكَّرَ: قالَ اللهُ تَعَالى: ﴿يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [النور: 44]، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ﴾ [غافر: 64]، ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي
ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ
فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ﴾ [الملك: 16- 17]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ
وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا﴾ [فاطر: 41]، وقالَ تَعَالى: ﴿وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ﴾ [النحل: 15].
في هذهِ الآياتِ
ومَا جاءَ بمَعناها أنَّ اللهَ سُبحانه جَعَلَ الأَْرْضَ قَارَّةً ساكنةً حتى
يتمكنُ العِبادُ منَ الانتفاعِ بها في السُّكْنَى والسَّيرِ والاسْتِثْمارِ، كما
قال تعالى: ﴿وَلَكُمۡ
فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ﴾ [الأعراف: 24]، فالأرضُ مُسخَّرةٌ بأمرِ اللهِ للنَّاسِ يَعيشونَ على
ظَهْرها ويُدْفَنونَ بعدَ موتِهم في بطنِها، ويَخْرُجون عند البعثِ منها، قالَ
تَعَالى: ﴿قَالَ
فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ﴾ [الأعراف: 25]، فما
يجري في الأرضِ منْ زَلازلَ وتغيُّراتٍ فإنَّه بأمرِ اللهِ وتَدْبيرِه ليَتَّعِظَ
العبادُ ويُصَحِّحوا أخطاءَهم، قال تَعَالى: ﴿مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ
تَارَةً أُخۡرَىٰ﴾ [طه: 55].
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد