×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

وجوب التذكر والاعتبار بما يجري من الأحداث

الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَيرِ خَلْقِه وخاتَمِ رُسلِه نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه ومنِ اهْتدى بهديِه وسارَ على نهجِه، وبعدُ:

ففيمَا يُجرِيهِ اللهُ منَ الأحْداثِ والتَّغيُّراتِ عِبْرةً لمنِ اعْتبرَ، وذِكرَى لِمنْ تَذَكَّرَ: قالَ اللهُ تَعَالى: ﴿يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ [النور: 44]، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ [غافر: 64]، ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ [الملك: 16- 17]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا [فاطر: 41]، وقالَ تَعَالى: ﴿وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ [النحل: 15].

في هذهِ الآياتِ ومَا جاءَ بمَعناها أنَّ اللهَ سُبحانه جَعَلَ الأَْرْضَ قَارَّةً ساكنةً حتى يتمكنُ العِبادُ منَ الانتفاعِ بها في السُّكْنَى والسَّيرِ والاسْتِثْمارِ، كما قال تعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ [الأعراف: 24]، فالأرضُ مُسخَّرةٌ بأمرِ اللهِ للنَّاسِ يَعيشونَ على ظَهْرها ويُدْفَنونَ بعدَ موتِهم في بطنِها، ويَخْرُجون عند البعثِ منها، قالَ تَعَالى: ﴿قَالَ فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ [الأعراف: 25]، فما يجري في الأرضِ منْ زَلازلَ وتغيُّراتٍ فإنَّه بأمرِ اللهِ وتَدْبيرِه ليَتَّعِظَ العبادُ ويُصَحِّحوا أخطاءَهم، قال تَعَالى: ﴿مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ [طه: 55].


الشرح