وَلاَ نَصْرَانِيٌّ،
ثُمَّ لاَ يُؤْمِنْ بِالَّذِي جِئْتُ بِهِ، إلاَّ دَخَلَ النَّارَ»([1]).
فلا يَسَعُ أحَدًا
منْ أهلِ الأرضِ أن يتبع غيرَ هذا الرَّسولَ، ومن زعمَ أنَّ أحدًا يسعُه الخروجَ
عنْ دِين هذا الرسولِ فهوَ كافرٌ إن لمْ يتَّبعْهُ أصلاً، ومن زَعمَ أنَّه يسعُه
البَقاءَ على دِين نَبيٍّ أسْبَقٍ له، وإن كانَ مؤمنًا بهذا الرَّسولِ لكنْ رَأَى
هذا الرَّأي فهُو مُرتدٌّ عن دِينِ الإسلامِ، يُستتابُ فإن تابَ وإلا قُتِلَ.
فما نسمعُه الآنَ
منْ أنَّ اليَّهودَ والنَّصارى مُسلمونَ، وأنَّهم إخوانٌ لنا في الدِّينِ هو كفرٌ
باللهِ وخروجٌ عن شريعةِ الإِسلامِ؛ لأنَّ الشّرَائعَ السَّابقةَ قدْ نُسِخَتْ
بهذه الشَّريعَةِ المحمَّديَّةِ والبقاءُ على الدِّينِ المنسوخِ كُفْرٌ، وهذا
الدِّينُ المحمَّديُّ يتكونُ من خمسةِ أركانٍ: شهادةُ أن لا إله إلاَّ الُله،
وَّأن محمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وصومُ رمضانَ،
وحجُّ بيتِ اللهِ الحرامِ منِ اسْتطاعَ إليهِ سبيلاً، وهذه أركانُه التي يَنبَنِي
عليها، وبقيَّةُ الوَاجباتِ وتَجَنُّبُ المُحَرَّماتِ مكمِّلةٌ لهذهِ الأركانِ كما
جاء في الحديثِ: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمِسَةِ أَرْكَانٍ....» ([2]) وذكر هذه الأركانَ.
وهذهِ الأركانُ شُرِعتْ مُرتَّبةً على التَّدْريجِ فأوَّلُها: الأمرُ بالشَّهادتَيْنِ وهو الَّذي بدأَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم دَعوتَه إليهِ، وبقِيَ ثلاثَ عشْرةَ سَنَةً بِمكَّةَ يَدعو النَّاسَ إليه، فلما تقرَّرَ هذا الركنُ الأساسُ فُرِضتِ الصَّلاةُ قبلَ الهِجرةِ بمدَّةٍ يسيرَةٍ، ثم في السَّنة الثَّانيةِ بعدَ الهجرةِ فُرِضَتِ الزَّكاةُ والصِّيامُ، ثمَّ في السنةِ التَّاسعةِ منَ الهجرةِ فُرضَ الحَجُّ، ومن حيثُ تكرارُ هذهِ
([1])أخرجه: مسلم رقم (153).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد