×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الأركانُ فالرُّكنُ الأوّلُ وهو الشَّهادتانِ يتكرَّرُ في كلِّ لحظةٍ من حياةِ المُسلمِ قَوْلاً واعْتِقادًا وَعَملاً، لا يَتَخَلَّى عنهُ المسلمُ في لحظةٍ من لحَظَاتِ حياتِه، والصَّلاةُ تتكرَّرُ في اليومِ والَّليْلةِ خمسَ مرَّاتٍ وصلاةُ الجُمعةِ منْ كلِّ أُسبوعٍ والزَّكاةُ والصِّيامُ يتكرَّرانِ في كلِّ سنةٍ والحجُّ مرَّةٌ واحدةٌ في العُمُر معَ الاستطاعةِ، ثمَّ المجالُ واسِعٌ بعدَ تحقيقِ هذه الأركانِ للمسلمِ في العِباداتِ فَرْضُها ونَفْلُها فكلُّ فريضةٍ شُرِعَ للمسلمِ مِثْلُها منَ التَّعبُّدِ والتَّزَوُّدِ.

ثمَّ هذا الإسلامُ يُعامِلُ أهلَه مع غيرِهم من أهلِ الأديانِ بالعَدْلِ في التَّعاملِ والدَّعوةِ إلى اللهِ بالحكْمَةِ والمَوْعظةِ الحَسنةِ والجِدَالِ بالَّتي هيَ أحسَنُ ثم بالجهادِ لمنْ عانَدَ وأرادَ طَمْسَ هذا الدِّينِ ونَشْرَ الكُفْرِ، ثمَّ بالوفاءِ بالعُهودِ مع المُعَاهَدين من أهلِ الأديانِ الأخرى من ذِمِّيِّينَ ومُعاهَدين ومُسْتَأمَنينَ يُكفَلُ لهم الأمْنُ على دِمائِهم وأمْوالِهم وأعْراضِهم ولا يُقاتَلُ إلاَّ الحَرْبيِّينَ منهم، ولا يُقتَلُ شُيوخُهم وصِبيانُهم ونِساؤُهم ورُهْبانُهم ويُكافَؤُ بالإحسانِ منَ أحسَنَ منهم إلى المسلمينَ، قال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ [الممتحنة: 8].

ويُبيحُ الإسلامُ التَّعامُلَ معَ الكفَّارِ بالبَيْعِ والشِّرَاءِ وتَبَادُلِ المَصالحِ والخِبْرَاتِ والتَّمثيلِ الدُّبلوماسِي، ويُوجِبُ البِرَّ بالوالِدَيْنِ الكافِرَيْنِ، قال تَعَالى: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [لقمان: 14- 15].


الشرح