×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

 كانَ عليه سَعْيٌ؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم ما سُئِلَ هذا اليومَ عن شيءٍ قُدِّمَ أو أُخِّرَ من هذه الأربعةِ إلاَّ قالَ: «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ»([1]).

8- أنَّ اللهَ أسْقَطَ المبيتَ بمُزدلفةَ والمَبيتَ بمنًى ليالي أيامِ التَّشريقِ عنِ السُّقَاةِ والرُّعاةِ ومَنْ في حُكْمِهم، وكذلكَ عنِ المَرْضَى الَّذين لا يَستطيعونَ المبيتَ في تلكَ الليالي، ويَحتاجونَ إِلى المَبِيتِ خَارجَ مُزدلفةَ ومنًى، وكذلك مَنْ فاتَه المبيتُ بمزدلفةَ لضِيقِ الْوقتِ الَّذي يَصِلُ فيه إلى مُزدلفةَ بحيثُ لا يَصِلُها إلاَّ بعدَ طُلوعِ الْفَجْرِ.

9- جوازُ التَّوكيلِ للصِّغارِ وكِبارِ السِّنِّ والنِّساءِ والمَرْضى إذا كان هؤلاءِ لا يستطيعونَ الرَّمْي بأنفِسِهم، فإنَّهم يُوَكِّلونَ مَنْ يَرْمِي عنهُم لقولِ جابرٍ رضي الله عنه: «لَبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ، وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ»([2]).

10- جوازُ تأخيرِ الرَّمْي أو بعضِهِ ورميُه في اليومِ الأخيرِ منْ أيَّامِ التَّشريقِ معَ التَّرتيبِ بينَ رَمْي اليومِ الأوَّلِ ثمَّ الَّذي بَعْدَه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رخَّصَ للرُّعاةِ في ذلكَ، وقِياسًا على جَمْعِ الصَّلاتَيْنِ في وقتِ إحْداهُما إلاَّ أَنَّ الرَّمْيَ لا يجوزُ جمْعُهُ مُقدَّمًا وإنَّما يجوزُ مُؤَخرًا.

11- سُقوطُ طَوافِ الْوداعِ عنِ الحَائضِ والنُّفَساءِ.

12- لمَّا كانَ الوُقوفُ بعرفةَ هو الركنُ الأعظمُ من أركانِ الحجِّ ومَنْ فَاتَه الوُقوفُ فاتَه الحجُّ وسَّعَ اللهُ وقْتَه فَجَعَلَه منْ زَوَالِ الشَّمسِ على الصَّحيحِ من اليومِ التَّاسِعِ ويَستمرُّ إلى طلوعِ الْفجرِ منْ لَيلةِ الْعَاشرِ.

فللهِ الحمدُ على مَنِّهِ وتيسيرِه.

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحبِه.

*****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1737)، ومسلم رقم (1306).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (3038)، وأحمد رقم (14370).