والمسألة الثانية: كانَ كثيرٌ منْهم
يَطوفونَ بالبَيْت عُراةً ويَقولونَ: وَجَدنا على هذا آبَاءَنا واللهُ أمَرَنا
بهِ. فقالَ اللهُ تَعالى لنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا
بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى
ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 28]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ» ([1]).
المسألة الثالثة: كانوا يوم عرفة
يقفون بالمزدلفة ولا يذهبون إلى عرفة فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف
بعرفة عملاً بقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 199].
المسألة الرابعة: كانوا يتأخَّرونَ
في الْمُزدلفة ولا يَدفعونَ منها إلاَّ بعَد أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ، فخالفَهم رسولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ودَفَعَ منْ مُزدلفةَ قبلَ طلوعِ الشَّمسِ.
المسألةُ الخامسةُ: كان أهْلُ
الجاهليَّةِ يستغلُّون الاجْتماعَ في أيَّامِ منًى لِذِكْرِ مَفاخِرِ آبَائِهم
ويَمْتَدِحونَ بأفعالِهم، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ
التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([2])، عَملاً بقولِ
اللهِ تَعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ
ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 203]، وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ
ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ﴾ [البقرة: 200].
المسألة السادسة: كان أهل الجاهلية يدعون الله في موسم الحج بأن يعطيهم من ملذات الدنيا وشهواتها فشرع الله لعباده أن يطلبوا منه خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (369)، ومسلم رقم (1347).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد