×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

والمسألة الثانية: كانَ كثيرٌ منْهم يَطوفونَ بالبَيْت عُراةً ويَقولونَ: وَجَدنا على هذا آبَاءَنا واللهُ أمَرَنا بهِ. فقالَ اللهُ تَعالى لنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 28]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ» ([1]).

المسألة الثالثة: كانوا يوم عرفة يقفون بالمزدلفة ولا يذهبون إلى عرفة فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف بعرفة عملاً بقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 199].

المسألة الرابعة: كانوا يتأخَّرونَ في الْمُزدلفة ولا يَدفعونَ منها إلاَّ بعَد أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ، فخالفَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ودَفَعَ منْ مُزدلفةَ قبلَ طلوعِ الشَّمسِ.

المسألةُ الخامسةُ: كان أهْلُ الجاهليَّةِ يستغلُّون الاجْتماعَ في أيَّامِ منًى لِذِكْرِ مَفاخِرِ آبَائِهم ويَمْتَدِحونَ بأفعالِهم، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([2])، عَملاً بقولِ اللهِ تَعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ [البقرة: 203]، وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ [البقرة: 200].

المسألة السادسة: كان أهل الجاهلية يدعون الله في موسم الحج بأن يعطيهم من ملذات الدنيا وشهواتها فشرع الله لعباده أن يطلبوا منه خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (369)، ومسلم رقم (1347).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1141).