[البقرة:
200]، أي: أعطنا ﴿فِي
ٱلدُّنۡيَا﴾ [البقرة: 200]، أي: من متاعِ الدُّنيا ﴿وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [البقرة: 200]، أي:
الجنَّةَ ﴿مِنۡ
خَلَٰقٖ﴾ [البقرة: 200]، أي: من نصيبٍ وطمَعٍ فلا يَطلُبها ولا تخطُرُ له بِبالٍ.
والقسمُ الثَّاني
منَ النَّاسِ وهمُ السُّعداءُ الَّذينَ يَنتَهِزُونَ مَوَاسِمَ الْخَيرِ لِطَلبِ
ما يَنفَعُهم عندَ اللهِ، فيَسَألون اللهَ منْ خَيرَيِ الدُّنيا والآخرةِ فيقولون: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي
ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201]، وفي هذا
أنَّ الإنسانَ لا يَقْتَصِرُ على طلبِ الدُّنيا فقط ولا يَقتصرُ على طلبِ الآخرةِ
فقط بلْ يَطلُبُ منَ اللهِ منهما جميعًا، بل ولا يَقتصرُ على طلبِ الجَنَّةِ فقط
أو على طلبِ النَّجاةِ منَ النَّارِ فقط بل يسألُ اللهَ الجَنَّةَ والنَّجاةَ منَ
النَّارِ ﴿وَقِنَا
عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201]، أي: وفِّقْنا لِمَا يَقينَا منْ عَذَابِها بالأعمالِ
الصَّالحَةِ وتَرْكِ الأعمالِ السَّيِّئَة، قال الله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾ [البقرة: 202]، أي:
هذا الصِّنفُ الَّذي سَأَلَ اللهَ لدُنياهُ وآخرِتِه أو كلا الصِّنفَيْنِ ﴿لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا
كَسَبُواْۚ﴾ [البقرة: 202]، أي: كلٌّ يُعطيهِ اللهُ ممَّا سَأَل ويُجيبُه لمَّا دَعَا
- إذا شاءَ سُبحانه - فإنَّه يُجيبُ كلَّ دَاعٍ ويُعطي كلَّ سائِلٍ ﴿وَٱللَّهُ سَرِيعُ
ٱلۡحِسَابِ﴾ [البقرة: 202]، يُحاسبُ الخلائقَ كلَّهم على أعْمالِهم في وقْتٍ قصيرٍ
لكمالِ علْمِهِ وعظيمِ قُدرتِه فيُجَازِي كلًّا بِعمَلِه، إنْ خيْرًا فخير وإنْ
شرًا فشرّ. واللهُ أعلمُ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحْبِه.
*****
الصفحة 5 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد